ربك ذو الجلال والاكرام {الخبر عن امارة عبد الرحمن بن علي أبي يفلوسن ابن السلطان أبى على على الغزاة بالأندلس ومصاير أمره} كان أولاد السلطان أبى على قد أجازوا إلى أن طلب الامر وكان من أمرهم ما شرحناه إلى أن أجاز عبد الرحمن هذا مع وزيره المصادر به مسعود بن رحو بن ماسى سنة ست وستين من عساسة على سلم عقده لهم وزير المغرب المستبد بأمره يومئذ عمر بن عبد الله ونزل عبد الرحمن هذا بالمنكب وكان السلطان يومئذ معسكرا بها فتلقاه من البر بما يناسبه وأكرم مثواه وأسنى الجراية له ولوزيره ولحاشيته واستقروا في جملة الغزاة المجاهدين حتى إذا هلك علي بن بدر الدين سنة ثمان وستين نظر السلطان فيمن يوليه أمرهم فعثر اختياره على عبد الرحمن هذا لما عرف بن من البسالة والاقدام ولقرب الرشائح بينه وبين ملك المغرب يومئذ التي هي ملاك الترشيح لهذه الخطة بالأندلس كما قدمناه لما كانت رشائح ولد عبد الله بن عبد الحق قد بعدت باتصال الملك في عمود نسب صاحب المغرب دون نسبهم فآثره صاحب الأندلس بها وعقد له على الغزاة المجاهدين سنة ثمان وستين وأضفى عليه لبوس الكرامة والتجلة وأقعده بمجلس الموازرة كما كان الأمراء قبله واتصل الخبر بسلطان المغرب يومئذ عبد العزيز ابن السلطان أبى الحسن فغص بمكانه وتوهم أن هذه الامارة زيادة في ترشيحه ووسيلة لملكه وكانت لوزير الأندلس محمد بن الخطيب مداخلة مع صاحب المغرب بما أمل أن يجعله فئة لاعتصامه فأوعز إليه بالتحيل على افساد ما بينه وبين صاحب الأندلس فجهد في ذلك جهده ونسب عليه وعلى وزيره مسعود بن ماسى إلى عظماء القبيل وبعض البطانة من أهل الدولة التحسب والدعوة إلى الخروج على صاحب المغرب فأحضرهم السلطان ابن الأحمر وأعطاهم كتابهم فشهد عليهم وأمر بهم فاعتقلوا في المطبق سنة سبعين واسترضى صاحب المغرب بفعلته فيهم ونزع الوزير ابن الخطيب بعد ذلك إلى السلطان عبد العزيز وتبين للسلطان مكره واحتياله عليه في شانهم ولما هلك عبد العزيز وأظلم الجو بين صاحب الأندلس وبين القائم بالدولة أبى بكر بن غازي وامتعض ابن الأحمر للمسلمين من الفوضى أطلق عبد الرحمن بن أبي يفلوسن ووزيره مسعود بن ماسى من الاعتقال وجهز لهما الأسطول فأجازوا فيه إلى المغرب ونزلوا بمرسى عساسة على بطوية داعيا لنفسه فقاموا بأمره وكان من شأنه مع الوزير أبى بكر بن بن غازي ما قصصناه واستقر آخرا بمراكش وتقاسم ممالك المغرب وأعماله مع السلطان أبى العباس أحمد بن أبي سالم صاحب المغرب لهذا العهد وصار التخم بينهما وادى ملوية وقف كل واحد
(٣٧٨)