توجين وكافة القبائل من زناتة والمغرب ونهضوا إلى؟؟ وبلغ خبرهم إلى أبي يحيى بن عبد الحق بمكانه من حصار فاس فجهز كتائبه عليها ونهض للقائهم في بقية العساكر والتقى الجمعان بايسلى من ناحية وجدة وكانت هناك الواقعة المشهورة بذلك المكان انكشف فيها جموع يغمراسن؟؟ وغيره ورجعوا في فلهم إلى تلمسان واتصلت بعد ذلك بينهم الحروب والفنات سائر أيامه وربما تخللتها الهدنات قليلا وكان بينه وبين يعقوب بن عبد الحق ذمة مواصلة أوجب له رعيها وكثيرا ما كان يثنى عليه أخوه أبو يحيى من أجلها ونهض أبو يحيى بن عبد الحق سنة خمس وخمسين إلى قتاله وبرز إليه يغمراسن وتزاحفت جموعهم بأبي سليط فانهزم يغمراسن واعتزم أبو يحيى على اتباعه فرده أخوه يعقوب بن عبد الحق (ولما) قفل إلى المغرب صمد يغمراسن إلى سجلماسة لمداخلة كانت بينه وبين النبات من عرب المعقل أهل مجالاتها وذئاب فلاتها حدثته نفسه باهتبال الغرة في سجلماسة من أجلها وكانت قد صارت إلى إيالة أبى يحيى ابن عبد الحق منذ ثلاث كما ذكرناه في أخبارهم ونذر بذلك أبو يحيى فسابق إليها يغمراسن بمن حضره من قومه فثقفها ووصل يغمراسن عقيب ذلك بعساكره وأناخ بها وامتنعت عليه فأفرج عنها قافلا إلى تلمسان وهلك أبو يحيى بن عبد الحق اثر ذلك منقلبه إلى فاس فاستنفر يغمراسن أولياءه من زناتة وأحياء زغبة ونهض إلى المغرب سنة سبع وخمسين وانتهى إلى كلدامان ولقيه يعقوب بن عبد الحق في قومه فأوقع به وولى يغمراسن منهزما ومر في طريقه بتافرسيت فانتسفها وعاث في نواحيها ثم تداعوا للسلم ووضع أوزار الحرب وبعث يعقوب بن عبد الحق ابنه أبا مالك بذلك فتولى عقده وإبرامه ثم كان التقاؤهما سنة تسع وخمسين بواجر قبالة بنى يرناس واستحكم عقد الوفاق بينهما بذلك واتصلت المهادنة إلى أن كان بينهما ما نذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن كائنة النصارى وايقاع يغمراسن بهم) * كان يغمراسن بن زيان بعد مهلك السعيد وانفضاض عساكر الموحدين قد استخدم طائفة من جند النصارى الذين كانوا في جملته مستكثرا بهم معتدا بمكانهم مباهيا بهم في المواقف والمشاهد وناولهم طرفا من حبل عنايته فاعتزوا به واستفحل أمرهم بتلمسان حتى إذا كان سنة ثنتين بعد مرجعه من بلاد توجين في احدى حركاته إليها كانت قصة غدرهم الشقاء التي أحسن الله في دفاعها عن المسلمين وذلك أنه ركب في بعض أيامه لاعتراض الجنود بباب القرمادين من أبواب تلمسان وبينما هو واقف في موكبه عند قائلة الضحا عدا عليه قائدهم وبادر النصارى إلى محمد بن زيان أخي يغمراسن فقتلوه وأشار له بالنجوى فبرز من الصف لاسراره وأمكنه من أذنه فتنكبه النصراني وقد
(٨٤)