خرج إليهم الناصر ففر أمامه إلى الصحراء ورجع إلى القلعة فرجعوا إلى الاحلاف على اعماله فراسله الناصر على الصلح وأقطعه ضواحي الزاب وريغة وأوعز إلى عروس ابن سندي رئيس بسكرة لعهده أن يمكر به فلما وصل المنتصر إلى بسكرة أنزله عروس ثم قتله غيلة أعوام ستين وأربعمائة وولى طرابلس آخر من بنى خزرون لم يحضرني اسمه واختل ملك صنهاجة واتصل فيهم ملك تلك الأعمال إلى سنة أربعين وخمسمائة ثم نزل بطرابلس ونواحيها في هذا العام مجاعة وأصابهم منها شدة هلك فيها الناس وفروا عنها وظهر اختلال أحوالها وفناء حاميتها فوجه إليها لحار طاغية صقلية أسطولا لحصارها بعد استيلائه على المهدية وصفاقس واستقرار ولايته فيهما ووقع بين أهل طرابلس الخلاف فغلب عليهم جرحى بن ميخايل قائد الأسطول وملكها وأخرج منها بنى خزرون وولى على البلد شيخهم أبا يحيى بن مطروح التميمي فانقرض أمر بنى خزرون منها وبقي منهم من بقي بالضاحية إلى أن افتتح الموحدون إفريقية آخر الدولة الصنهاجية والملك لله وحده يؤتيه من يشاء من عباده سبحانه لا اله غيره {الخبر عن بنى يعلى ملوك تلمسان من آل خزر من أهل الطبقة الأولى والالمام ببعض دولهم ومصائرها} قد ذكرنا في أخبار محمد بن خزر وبنيه محمد أن محمد بن الخير الذي قتل نفسه في معركة بلكين كان من ولده الخير ويعلى وأنهما اللذان ثأرا منه بأبيهما زيرى فقتلوه واتبعهم بلكين من بعد ذلك وأجلاهم إلى المغرب الأقصى حتى قتل منهم محمد صبرا أعوام ستين
(٤٤)