إبراهيم الأيلي قال سمعت من السلطان أبى حمو موسى بن عثمان وكان قهرمانا بداره قال أوصى دادا يغمراسن لدادا عثمان ودادا حرف كناية عن غاية التعظيم بلغتهم فقال له يا بنى ان بنى مرين بعد استفحال ملكهم واستيلائهم على الاعمال الغريبة وعلى حضرة الخلافة بمراكش لا طاقة لنا بلقائهم إذا جمعوا لوفور مددهم ولا يمكنني أنا القعود عن لقائهم لمعرة النكوص عن القرب التي أنت بعيد عنها فإياك واعتماد لقائهم وعليك باللياذ بالجدران متى دلفوا إليك وحاول ما استطعت الاستيلاء على ما جاورك عن عمالات الموحدين وممالكهم يستفحل به ملكك وتكاف حشد العدو بحشدك ولعلك تصير بعض الثغور الشرقية معقلا لذخيرتك فعلقت وصية الشيخ بقلبه وعقد عليها ضمائره وجنح إلى السلام مع بنى مرين ليفرغ عزمه لذلك وأوفد أخاه محمد بن يغمراسن على يعقوب بن عبد الحق بمكانه من العدوة الأندلسية في اجازته الرابعة إليها فخاض إليه البحر ووصله باركش فلقاه برا وكرامة وعقد له على السلم ما أحب وانكفأ راجعا إلى أخيه فطابت نفسه وفرغ لافتتاح البلاد الشرقية كما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن شأن عثمان بن يغمراسن مع مغراوة وبنى توجين وغلبه على معاقلهم والكثير من أعمالهم} لما عقد عثمان بن يغمراسن السلم مع يعقوب بن عبد الحق صرف وجهه إلى الاعمال الشرقية من بلاد توجين ومغراوة وما وراءها من أعمال الموحدين فتغلب أولا على ضواحي بنى توجين ومغراوة وما وراءها ودوخ قاصيتها وسار إلى بلاد مغراوة كذلك ثم إلى متيجة فانتسف نعمها وحطم زرعها ثم تجاوزها إلى بجاية فحاصرها كما نذكره بعد وامتنعت عليه فانكف راجعا ومر في طريقه بمازونة فحاصرها وأطاعته وذلك سنة ست وثمانين ونزل له ثابت بن منديل أمير مغراوة عن تنس فاستولى عليها وانتظم سائر بلاد مغراوة في إيالته ثم عطف في سنته على بلاد توجين فاكتسح حبوبها واحتكرها بمازونة استعدادا لما يتوقع من حصار مغراوة إياها ثم دلف إلى تافر كينت فحاصرها وأخذ بمخنقها وداخل قائدها غالبا الخصى من موالي بنى محمد بن عبد القوى كان مولى سيد الناس منهم فنزل له غالب عنها وانكفأ إلى تلمسان ثم نهض إلى بنى توجين سنة سبع وثمانين فغلبهم على وانشريس مثوى ملكهم ومنبت عزهم وفر أمامه أميرهم مولى بنى زرارة من ولد محمد بن عبد القوى وأخذ الحلف منهم فلحق بضواحي المرية في الأعشار وأولاد عزيز من قومه واتبع عثمان بن يغمراسن آثارهم وشردهم من تلك القاصية وهلك مولى زرارة في مغرة وكان عثمان قبل ذلك قد دوخ بلاد بنى يدللتن من بنى توجين ونازل رؤساءهم أولاد سلامة بالقلعة المنسوبة إليهم مرات فامتنعوا عليه ثم أعطوه
(٩٢)