وحسبنا به دهنا وأما المماليك الرماة فقد افتتحنا بهم إشبيلية وصرفناهم إليك لتستفتح بهم بغداد والسلام قال لي شيخنا وكان الناس إذ ذاك لا يشكون ان انتهابهم كان باذن منه وكان هذا الكتب دليلا على ما في نفسه وربك يعلم ما تكن صدورهم وما يعلنون {الخبر عن انتقاض ابن الأحمر واستيلاء الرئيس سعيد على سبتة وخروج عثمان بن العلاء في غمارة} لما أحكم السلطان عقد المهادنة والولاية مع السلطان بن الأحمر المعروف بالفقيه عند اجازته إليه بطنجة سنة ثنتين وتسعين كما ذكرناه وفرغ لعدوه تمسك ابن الأحمر بولايته تلك إلى أن هلك سنة احدى وسبعمائة في شهر شعبان منه وقام بالأمر الأندلسي من بعده ابنه محمد المعروف بالمخلوع واستبد عليه كاتبه أبو عبد الله بن الحكيم من مشايخ رندة كان اصطفاه لكتابته أيام أبيه فاضطلع بأموره وغلب عليه وكان هذا السلطان المخلوع ضرير البصر ويقال انه ابن الحكيم فغلب عليه واستبد إلى أن قتلهما أخوه أبو الجيوش نصر سنة ثمان كما نذكره وكان من أول آرائه عند استيلائه على الامر من بعد أبيه المبادرة إلى احكام ولاية السلطان واتصال يده بيده فأوفد إليه لحين ولايته وزير أبيه السلطان أبى عزيز الداني ووزيره الكاتب أبا عبد الله بن الحكيم فوصلا إلى السلطان بمعسكره من حصار تلمسان وتلقاهما بالقبول والمبرة وجددت له أحكام الود والولاية وانقلبا إلى مرسلهما خير منقلب وتقدم السلطان إليهم في المدد برجل الأندلس وناشبتهم المعودين منازلة الحصون والمناغرة بالرباط فتبادروا إلى اسعافه وبعثوا حصتهم لحين مرجعهم إلى سلطانهم فوصلت سنة ثنتين وسبعمائة وكانت لهم نكاية في العدو وأثر في البلد المخروب ثم بدا لمحمد بن الأحمر المخلوع في ولاية السلطان لمنافسات جرت إلى ذلك وبعث إلى ادفونش هراندة بن شانجة وأحكم له عقد السلم ولاطفه في الولايد فانعقد ذلك بينهما سنة ثلاث واتصل خبره بالسلطان فسخطه ورجع إليهم حصتهم آخر سنة ثلاث واتصل خبره بالسلطان لسنة من مقدمهم بعد أن أبلوا وأثخنوا وطوى لهم عن البث واعتمل ابن الأحمر وشيعته في الاستعداد لمدافعة السلطان والارصاد لسطوته بهم وأوعز إلى صاحب مالقة ابن عمه الرئيس أبى سعيد فرج بن إسماعيل بن محمد ابن نصر وليه من دون القرابة بما كان له من الصهر على أخته والمضطلع له بثغر الغربية فأوعز إليه بمداخلة أهل سبتة في خلع طاعة السلطان والقبض على ابن العزفي والرجوع إلى ولاية ابن الأحمر وكان أهل سبتة منذ إبراهيم الفقيه أبو القاسم العزفي سنة سبع وسبعين قام بأمرهم ولده أبو حاتم وكان أبو طالب رديفا له في الامر إلا أنه استبد عليه بصاغيته إلى الرياسة وايثار أبى حاتم للخمول مع ايجابه حق أخيه الأكبر وإجابته الداعي
(٢٢٨)