سلطانها أبو عبد الله المخلوع وحين وفد على السلطان أبى سالم بفاس وأقام عنده حصلت لي معه سابقة وصلة خدمة من جهة الوزير أبى عبد الله بن الخطيب لما كان بيني وبينه من الصحابة فكنت أقوم بخدمته واعتمل في قضاء حاجاته في الدولة ولما أجاز باستدعاء الطاغية لاسترجاع ملكه حين فسد ما بين الطاغية وبين الرئيس المتوثب عليه بالأندلس من قرابته خلفته فيما ترك من عياله وولده بفاس خير خلف في قضاء حاجاتهم وادرار ارزاقهم من المتولين لها والاستخدام لهم ثم فسد ما بين الطاغية وبينه قبل ظفره بملكه برجوعه عما اشترط له من التجا في عن حصون المسلمين التي تملكها بالاجلاب ففارقه إلى بلاد المسلمين باستجة وكتب إلى عمر بن عبد الله يطلب مصرا من أمصار الأندلس الغربية التي كانت ركابا لملوك المغرب في جهادهم وخاطبني أنا في ذلك فكنت له نعم الوسيلة عند عمر حتى تم قصده من ذلك وتجافي له عن رندة وأعمالها فنزلها وتملكها وكانت دار هجرته وركاب فتحه وملك منها الأندلس أواسط ثلاث وستين واستوحشت أنا من عمر اثر ذلك كما مر وارتحلت إليه معولا على سوابقي عنده فقرب في المكافات كما نذكره ان شاء الله تعالى * (الرحلة إلى الأندلس) * ولما أجمعت الرحلة إلى الأندلس بعثت باهلي وولدي إلى أخوالهم بقسنطينة وكتبت لهم إلى صاحبها السلطان أبى العباس من حفدة السلطان أبى يحيى وباني أمر على الأندلس وأجيز عليه من هنالك وسرت إلى سبتة فرضة المجاز وكبيرها يومئذ أبو العباس أحمد بن الشريف الحسنى ذو النسب الواضح السالم من الريبة عند كافة أهل المغرب انتقل سلفه إلى سبتة من صقلية وأكرمهم بنو العز في أولا وصاهر وهم ثم عظم صيتهم في البلد فتنكر والهم وغر بهم يحيى العز في آخرهم إلى الجزيرة فاعترضهم مراكب النصارى في الزقاق فأسروهم وانتدب السلطان أبو سعيد إلى فديتهم رعاية لشرفهم فبعث إلى النصارى في ذلك فأجابوه وفادى هذا الرجل وأباه على ثلاثة آلاف دينار ورجعوا إلى سبتة وانقرض بنو العز في ودولتهم وهلك والد الشريف وصدر هو إلى رياسة الشورى لما كانت واقعة القيروان وخلع أبو عنان أباه واستولى على المغرب وكان بسبتة عبد الله ابن علي الوزير واليا من قبل السلطان أبى الحسن فتمسك بدعوته ومال أهل البلد إلى السلطان أبى عنان وأمكنوه من بلدهم فولى عليها من عظماء دولته سعيد بن موسى العجيسي كان كافل تربيته في صغره وأفرد هذا الشريف برياسة الشورى في سبتة فلم يكن يقطع أمرا دونه ووفد على السلطان بعض الأيام فلقاه من المبرة بما لا يشاركه فيه أحد من وفود الملوك والعظماء ولم يزل على ذلك سائر أيام السلطان
(٤١٠)