{الخبر عن شأن يغمراسن في معاقدته مع ابن الأحمر والطاغية على فتنة يعقوب بن عبد الحق والاخذ بحجزته} كان يعقوب بن عبد الحق لما أجاز إلى الجهاد وأوقع بالعدو وخرب حصونهم ونازل إشبيلية وقرطبة وزلزل قواعد كفرهم ثم أجاز ثانية وتوغل في دار الحرب وأثخن فيها وتخلى له ابن اشقيلولة عن مالقة فملكها وكان السلطان الأندلسي يومئذ الأمير محمد المدعو بالفقيه ثاني ملوك بنى الأحمر ملكهم هو الذي استدعى يعقوب بن عبد الحق للجهاد لما عهد له أبو الشيخ بذلك فلما استفحل أمر يعقوب بالأندلس وتعاقب الثوار إلى اللياذ به خشيه ابن الأحمر على نفسه وتوقع منه مثل فعل يوسف بن تاشفين بابن عباد فاعتمل في أسباب الخلاص مما توهم وداخل الطاغية في اتصال اليد والمظاهرة عليه وكان بمالقة؟؟ ابن علي استعمله عليها يعقوب بن عبد الحق حين ملكها من يد اشقيلولة فاستماله ابن الأحمر؟؟ وعده واديا له بشلوبانية من مالقة طعمة له خالصة فتخلى عن مالقة إليها وأرسل الطاغية أساطيله في البحر لمنع الزقاق من إجازة السلطان وعساكره وراسلوا يغمراسن من وراء البحر في الاخذ بحجزة يعقوب وشن الغارات على ثغوره ليكون ذلك شاغلا له عنهم فبادر يغمراسن بإجابتهم وترددت الرسل إليه من الطاغية ومنه إلى الطاغية كما نذكره وبث السرايا والبعوث في نواحي المغرب فشغل يعقوب عن شأن الجهاد حتى لقد سأله المهادنة وان يفرغ لجهاد العدو فأبى عليه وكان ذلك مما دعا يعقوب إلى الصمود إليه ومواقعته بخرزوزة كما ذكرناه ولم يزل شأنهم ذلك مع يعقوب بن عبد الحق وأيديهم متصلة عليه من كل جهة وهو ينتهز الفرص في كل واحد منهم متى أمكنه حتى هلك وهلكوا والله وارث الأرض ومن عليها سبحانه {الخبر عن شأن يغمراسن مع الخلفاء من بنى أبى حفص الذي كان يقيم بتلمسان دعوتهم ويأخذ قومه بطاعتهم} كان زناتة يدينون بطاعة خلفاء الموحدين من بنى عبد المؤمن أيام كونهم بالقفار وبعد دخولهم إلى التلول فلما فشل أمر بنى عبد المؤمن ودعا الأمير أبو زكريا بن أبي حفص بإفريقية لنفسه ونصب كرسي الخلاف للموحدين بتونس انصرفت إليه الوجوه من سائر الآفاق بالعدوتين وأملوه الكرة وأوفد زناتة عليه رسلهم من كل حي بالطاعة ولاذ مغراوة وبنو توجين بظل دعوته ودخلوا في طاعته واستنهضوه لتلمسان فنهض إليها وافتتحها سنة أربعين ورجع إليها يغمراسن واستعمله عليها وعلى سائر ممالكها فلم يزل مقيما لدعوته واتبع أثره بنو مرين في إقامة الدعوة له فيما غلبوا عليه من بلاد المغرب وبعثوا إليه ببيعه مكناسة وتازى والقصر كما نذكره في أخبارهم إلى ما دانوا به
(٨٩)