أشياخهم يعقوب بن علي كبير أولاد محمد وعثمان بن يوسف كبير أولاد سباع بن يحيى وكتب إلى ابن مزنى قعيدة وطنهم بامدادهم في ذلك فأمدهم وسرنا مغربين إليه حتى نزلنا القطفا بتل تيطرى وقد أحاط السلطان به من جهة التل على أنه إذا فرغ من شأنهم سار معنا إلى بجاية وبلغ الخبر إلى صاحب بجاية أبى العباس فعسكر بمن استألف من بقايا قبائل رياح وعسكر بطرف ثنية القطفا المفضية إلى المسيلة وبينما نحن على ذلك اجتمع المخالفون من زغبة وهم خالد بن عامر كبير بنى عامر وأولاد عريف كبراء سويد ونهضوا الينا بمكاننا من القطفا فأجفلت أحياء الزواودة وتأخرنا إلى المسيلة ثم إلى الزاب وسارت زغبة إلى تيطرى واجتمعوا مع أبي زيان وحصين وهجموا على معسكر أبى حمو ففلوه ورجع منهزما إلى تلمسان ولم يزل من بعد على استئلاف زغبة ورياح يؤمل الظفر بوطنه وابن عمه والكرة على بجاية عاما فعاما وأنا على حالي في مشايعته وايلاف ما بينه وبين الزواودة والسلطان أبى اسحق صاحب تونس وابنه خالد من بعده ثم دخلت زغبة في طاعته واجتمعوا على خدمته ونهض من تلمسان لشفاء نفسه من حصين وبجاية وذلك في أخريات احدى وسبعين فوفدت عليه بطائفة من الزواودة أولاد عثمان بن يوسف بن سليمان لنشارف أحواله ونطالعه بما يرسم له في خدمته فلقيناه بالبطحاء وضرب لنا موعدا بالجزائر انصرف به العرب إلى أهليهم وتخلف بعدهم لقضاء بعض الأغراض واللحاق بهم وصليت به عيد الفطر على البطحاء وخطبت به وأنشدته عند انصرافه من المصلى تهنئة بالعيد وغرضه هذى الديار فحيهن صباحا * وقف المطايا بينهن طلاحا لا تسأل الاطلال إن لم تروها * عبرات عينك واكفا ممتاحا فلقد أخذن على جفونك موثقا * أن لا يرين مع البعاد شحاحا ايه على الحي الجميع وربما * طرب الفؤاد لذكرهم فارتاحا ومنازل للظاعنين استعجمت * حزنا وكانت بالسرور فصاحا وهي طويلة ولم يبقى في حفظي منها الا هذا وبينما نحن في ذلك إذ بلغ الخبر بأن السلطان عبد العزيز صاحب المغرب الأقصى من بنى مرين قد استولى على جبل عامر بن محمد الهنتاتي بمراكش وكان أخذ بمخنقه منذ حول وساقه إلى فاس فقتله بالعذاب وأنه عازم على النهوض إلى تلمسان لما سلف من السلطان أبى حمو أثناء حصار السلطان عبد العزيز لعامر في جبله من الاجلاب على ثغور المغرب ولحين وصول هذا الخبر أضرب السلطان أبو حمو على ذلك الذي كان فيه وكر راجعا إلى تلمسان وأخذ في أسباب الخروج إلى الصحراء مع شيعة بنى عامر من أحياء زغبة فاستألف وجمع وسدد الرجال
(٤٣١)