في سهمان أولاد يحيى بن علي بن سباع من بطونهم وكان في القديم من غمرت هؤلاء كاهن زناتة موسى بن صالح مشهور عندهم حتى الآن ويتناقلون بينهم كلماته برطانتهم على طريق الرجز فيها أخبار بالحدثان فيما يكون لهذا الجيل الزناتي من الملك والدولة والتغلب على الاحياء والقبائل والبلدان شهد كثير من الواقعات على وفقها بصحتها حتى لقد نقلوا من بعض كلماته ما معناه باللسان العربي ان تلمسان مآلها الخراب وتصير دورها فدنا حتى يثير أرضها حراث أسود يثور أسود أعور وذكر الثقات انهم عاينوا ذلك بعد انتشار كلماته هذه أيام لحقها الخراب في دولة بنى مزين الثانية سنة ستين وسبعمائة وأفرط الخلاف بين هذا الجيل الزناتي في التشيع له والحمل عليه فمنهم من يزعم أنه نبي أو ولى وآخرون يقولون كاهن شيطان ولم توقفنا الاخبار الصحيحة على الجلي من أمره والله سبحانه وتعالى أعلم لا رب غيره {الخبر عن بنى واركلا من بطون زناتة والمصر المنسوب إليهم بصحراء إفريقية وتصاريف أحوالهم} بنو واركلا هؤلاء احدى بطون زناتة كما تقدم من ولد فرنى بن جانا وقد مر ذكرهم وان اخوتهم الديرت ومرنجيصه وسبرترة ونمالة والمعروفون لهذا العهد منهم بنوا واركلا وكانت فئتهم قليلة وكانت مواطنهم قبلة الزاب واختطوا المصر المعروف بهم لهذا العهد على ثمان مراحل من بسكرة في القبلة عنها ميامنة إلى المغرب بنوها قصورا متقابلة متقاربة الخطة ثم استبحر عمرانها فأتلفت وصارت مصرا واحدا وكان معهم هناك جماعة من بنى زنداك من مغراوة واليهم كان هرب أبى زيد النكاري عند فراره من الاعتقال سنة خمس وعشرين وثلثمائة وكان مقامه بينهم سنة يختلف إلى بنى برزال قبلة المسيلة بسالات والى قبائل البربر بجبل أوراس يدعوهم جميعا إلى مذهب النكارية إلى أن أرتحل إلى أوراس واستبحر عمران هذا المصر واعتصم به بنو واركلا هؤلاء والكثير من ظواعن زناتة عند غلب الهلاليين إياهم على الضواحي واختصاص الأثبج بضواحي القلعة والزاب وما إليها ولما استبد الأمير أبو زكريا بابن أبى حفص بملك إفريقية وجال في نواحيها في اتباع بن غانية مر بهذا المصر فأعجبه وكلف بالزيادة في تمصيره فاختط مسجده العتيق ومأذنته المرتفعة وكتب عليها اسمه وتاريخ وضعه نقشا في الحجر وهذا البلد لهذا العهد باب لولوج السفر من الزاب إلى المفازة الصحراوية المفضية إلى بلاد السودان يسكنها التجار الداخلون لها بالبضائع وسكانه لهذا العهد من بنى واركلا وأعقاب إخوانهم من بنى يفرن ومغراوة ويعرف رئيسه باسم السلطان شهرة غير نكيرة بينهم ورياسته لهذه الاعصار مخصوصة ببني أبى عبدل ويزعمون انهم
(٥١)