هنالك قبلة تازا لذمة صحابة كانت بينه وبين شيخهم أحمد بن عبو فنزل عليه متذمما به فخادعه وبعث بخبره إلى السلطان فجهز إليه عسكرا مع المزوار عبد الواحد بن محمد بن عبو بن قاسم بن ورزوق بن بو مريطت الحسن العوفي من الموالى فتبرأ منه العرب وأسلموه إليهم فجاؤوا به وأشهروه يوم دخوله إلى فاس واعتقل أياما وامتحن في سبيل لمصادرة ثم استصفى ثم قتل ذبحا بمحبسه والله وارث الأرض ومن عليها {الخبر عن خروج الحسن بن الناصر بغمارة ونهوض الوزير ابن ماسى إليه بالعساكر} لما استقل السلطان موسى بملك المغرب وقام مسعود بن ماسى بوزارته مستبدا عليه وكان من تغريبهم السلطان أبا العباس إلى الأندلس وقتلهم وزيره محمد بن عثمان وافتراق أشياع الوزير محمد بن عثمان وقرابته وبطانته فطلبوا بطن الأرض ولحق منهم ابن أخيه العباس بن مقداد بتونس فوجد هنالك الحسن بن الناصر ابن السلطان أبى على قد لحق بها من مقره بالأندلس في سبيل طلب الملك فثار له رأى في الرجوع به إلى المغرب لطلب الامر هنالك فخرج به من تونس وقطع المفاوز والمشاق إلى أن انتهى إلى جبل غمارة ونزل على أهل الصفيحة منهم فأكرموا مثواه وتقلبه وأعلنوا بالقيام بدعوته واستوزر العباس بن المقداد وبلغ الخبر إلى مسعود بن ماسى فجهز العساكر مع أخيه مهدى بن ماسى فحاصره بجبل الصفيحة أياما وامتنع عليهم فتجهز الوزير مسعود بن ماسى بالعساكر من دار الملك وسار لحصاره ثم رجع من طريقه لما بلغه من وفاة السلطان بعده والله أعلم * (وفاة السلطان موسى والبيعة للمنتصر ابن السلطان أبى العباس) * كان السلطان موسى لما استقبل بملك المغرب استنكف من استبداد ابن ماسى عليه وداخل بطانته في الفتك به وأكثر ما كان يفاوض في ذلك كاتبه وخالصته محمد ابن كاتب أبيه وخالصته محمد بن أبي عمر وكان للسلطان موسى ندمان يطلعهم على الكثير من أموره منهم العباس بن عمر بن عثمان الوسنا في وكان الوزير مسعود بن ماسى قد خلف أبا عمر على أمه وربى في حجره فكان يدلى إليه بذلك وينهى إليه ما يدور في مجلس السلطان في شأنه فحصلت للوزير بذلك نفرة طلب لاجلها البعد عن السلطان وبادر للخروج لمدافعة الحسن القائم بغمارة واستخلف على دار ملك أخاه يعيش بن رحو بن ماسى فلما انتهى إلى القصر الكبير لحقه الخبر بوفاة السلطان موسى وكانت وفاته في جمادى الأخرى طرقه المرض فهلك ليوم وليلة لثلاث سنين من خلافته وكان الناس يرمون يعيش أخا الوزير بأنه سمه وبادر يعيش فنصب ابن عمه للملك وهو المنتصر ابن السلطان أبى
(٣٥٢)