يوسف بن علان وصالح بن حمو الياباني وأمر صاحب درعة وهو يومئذ عمر بن عبد المؤمن بن عمر أن ينهض إليه بعساكر درعة من جهة القبلة فساروا إليه وحاصروه في جبله وحاولوه مرات ينهزم في جميعها حتى غلبوه على جبله وسار إلى إبراهيم بن عمران الصناكي المجاور له في جبله فاستذم به وحشي إبراهيم معرة الخلاف والغلب ورغبه الوزير محمد بن يوسف بما بذل له فأمكنه منه وقبض على الوزير وجاء به إلى فاس فأدخله في يوم مشهود وشهره واعتقل فلم يزل في الاعتقال إلى أن هلك السلطان أبو العباس وارتاب به أهل الدولة بعده فقتلوه كما نذكره ان شاء الله تعالى {وفادة أبى تاشفين على السلطان أبى العباس صريخا على أبيه ومسيره بالعساكر ومقتل أبيه السلطان أبى حمو} كان أبو تاشفين ابن السلطان أبى حمو قد وثب على أبيه آخر ثمان ثمانين بممالأته لغيره من اخوته واعتقله بوهران وخرج العساكر لطلب اخوته المنتصر وأبي زيان وعمر فامتنعوا عند حصن بجبل تيطرى فحاصرهم أياما ثم تذكر عائلة فبعث ابنه أبا زيان في جماعة من بطانته منهم ابن الوزير عمران وعبد الله بن جابر الخراساني فقتلوا بعض ولده بتلمسان ومضوا إليه وهو بمحبسه في وهران فلما شعر بهم أشرف من الحصن ونادى في أهل المدينة متذمما بهم فهرعوا إليه وتدلى إليهم في عمامته وقد احتزم بها فأنزلوه وأحدقوا به وأجلسوه على سريره وتولى كبر ذلك خطيب البلد ابن حذورة ولحق أبو زيان بن أبي تاشفين ناجيا إلى تلمسان واتبعه السلطان أبو حمو ففر منها إلى أبيه ودخل أبو حمو تلمسان وهي طلل وأسوارها خراب فأقام فيها رسم دولته وبلغ الخبر إلى أبي تاشفين فأجفل من تيطرى وأغذ السير فدخلها واعتصم أبوه بمئذنة المسجد فاستنزله منها وتجافى عن قتله ورغب إليه أبوه في رحلة الشرق لقضاء فرضه فأسعفه وأركبه السفين مع بعض تجار النصارى إلى الإسكندرية مو كلابه فلما حاذى مرسى بجاية لاطف النصراني في تخلية سبيله فأسعفه وملك أمره وبعث إلى صاحب الامر ببجاية يستأذنه في النزول فأذن له وسار منها إلى الجزائر واستخدم العرب واستصعب عليه أمر تلمسان فخرج إلى الصحراء وجاء إلى تلمسان من جهة الغرب فهزم عساكر ابنه تاشفين وملكها وخرج أبو تاشفين هاربا منها فلحق بأحياء السويد في مشاتيهم ودخل أبو حمو تلمسان في رجب سنة تسع وسبعمائة وقد تقدم شرح هذه الأخبار مستوعبا ثم وفد أبو تاشفين مع محمد بن عريف شيخ سويد على السلطان أبى العباس صريخا على أبيه ومؤملا الكرة بامداده فبعث له السلطان وأجمل عليه المواعد وقام أبو تاشفين في انتظارها والوزير محمد ابن يوسف بن علال يعده ويمنيه ويحلف له على
(٣٦١)