من تحت استبداده وابنه أبا زيان بما لديه وانقلب السلطان إلى حضرته بتلمسان بعد أن دوخ قاصيته وثقف أطراف عمله وأصلح قلوب أوليائه واستألف شيعة عدوه فكان فتحا لا كفاء له من بعد ما خلع من ربقة الملك ونزع من شرع السلطان وانتبذ من قومه وممالكه إلى قاصية الأرض في جوار من لا ينفذ أمره ولا يقوم بطاعته والله مالك الملك يؤتى الملك من يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء {الخبر عن اجلاب عبد الله بن صغير وانتقاض أبى بكر بن عريف وبيعتهما للأمير أبى زيان ورجوع أبى بكر إلى الطاعة} كان خالد بن عامر وابن أخيه عبد الله بن صغير وسائر إخوانهم من ولد عامر بن إبراهيم قد لحقوا بالمغرب صرخى ببني مرين لما وقع بينهم وبين أبى حمو من الفعلة التي فعل خالد معه ويئس عبد الله بن صغير من صريخهم بما عقد وترمار بن عريف من السلم بين صاحب المغرب وصاحب تلمسان فخاض القفر بمن معه من قومه ولحق بوطن زغبة وأجلب على جبل راشدويه العمور احلاف سويد من بنى هلال فاعترضتهم سويد ودارت بينهم حرب شديدة كان الظهور فيها لسويد عليهم وفى خلال ذلك فسد ما بين السلطان وبين أبى بكر بن عريف بسبب صاحب جبل وانشريس يوسف بن عمر ابن عثمان أراده السلطان عن النزول عن عمله فغضب له أبو بكر لقديم الصداقة بين سلفهما ووصل يده بعبد الله بن صغير بعد الواقعة ودعاه إلى بيعة أبى زيان فأجابه وأوفدوا رجالاتهم عليه بمكانه من مجالات رياح فوصلوه معهم ونصبوه للامر وتحيز محمد بن عريف إلى السلطان في جموع سويد ونهض السلطان من تلمسان سنة سبع وسبعين فيمن معه من قبائل بنى عبد الواد وعرب المعقل وزغبة ودس إلى أولياء أبى زيان يرغبهم وحكم أبا بكر في الاشتراط عليه ففاء إلى الطاعة والمخالصة ورجع أبو زيان إلى مكانه من حلل الزواودة وأغذ السلطان السير إلى حضرته فتملى أريكته وحدث بعد ذلك ما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن وصول خالد بن عامر من المغرب والحرب التي دارت بينه وبين سويد وأبى تاشفين هلك فيها عبد الله بن صغير واخوانه} لما بلغ خالد بن عامر بمكانه من المغرب خبر عبد الله ابن أخيه صغير قفل من الغرب يئسا من مظاهرة بنى مرين فخفق السعي في صريخه بهم لما كانوا عليه من افتراق الامر كما ذكرناه قبل ووصل معه ساسى بن سليم في قومه بنى يعقوب وتظاهر الحيان على العيث في بلاد أبى حمو واجتمع إليهم أبناء الفتنة من كل أوب فأجلبوا على الأطراف وشنوا الغارة في البلاد وجمع أولاد عريف لحربهم قومهم من سويد واحلافهم من العطاف
(١٣٦)