اما نسبهم بين البربر فلا خلاف بين نسابتهم أنهم من ولد شانا واليه نسبهم وأما شانا فقال أبو محمد بن حزم في كتاب الجمهرة قال بعضهم هو جانا بن يحيى بن صولات بن ورماك بن ضرى بن رحيك بن مادغيس بن بربر وقال أيضا في كتاب الجمهرة ذكر لي يوسف الوراق عن أيوب بن أبي يزيد يعنى حين وفد على قرطبة عن أبيه الثائر بإفريقية أيام الناصر قال هو جانا بن يحيى بن صولات بن ورساك بن ضرى بن مقبو بن قروال بن يملا بن مادغيس بن رحيك بن همر حق بن كراد بن مازيغ بن هراك بن هرك بن برا بن بربر بن كنعان بن حام هذا ما ذكره ابن حزم ويظهر منه ان مادغيس ليس نسبة إلى البربر وقد قدمنا ما في ذلك من الخلاف وهو أصح ما ينقل في هذا الآن ابن حزم موثوق ولا يعدل به غيره (ونقل) عن ابن أبي زيد وهو كبير زنانة ويكون البربر على هذا من نسل برنس فقط والبتر الذين هم بنو مادغيس الأبتر ليسوا من البربر ومنهم زناتة وغيرهم كما قدمنا لكنهم اخوة البربر لرجوعهم كلهم إلى كنعان بن حام كما يظهر من هذا النسب (ونقل) عن أبي محمد بن قتيبة في نسب زناتة هؤلاء انهم من ولد جالوت في رواية ان زناتة هو جانا ابن يحيى بن ضريس بن جالوت وجالوت هو ونور بن جرييل بن جديلان بن جالد بن ديلان بن حصى بن باد بن رحيك بن مادغيس الأبتر بن قيس بن عيلان (وفى) رواية أخرى عنه ان جالوت بن جالود بن بردنال بن قحطان ابن فارس وفارس مشهور (وفى) رواية أخرى عنه انه بن هربال بن بالود بن دبال بن برنس بن سفك وسفك أبو البربر كلهم ونسابة الجيل نفسه من زناتة يزعمون أنهم من حمير ثم من التبابعة منهم وبعضهم يقول إنهم من العمالقة ويزعمون ان جالوت جدهم من العمالقة والحق فيهم ما ذكره أبو محمد ابن حزم أولا وما بعد ذلك فليس شئ منه بصحيح فأما الرواية الأولى عن أبي محمد بن قتيبة فمختلطة وفيها أنساب متداخلة وأما نسب مادغيس إلى قيس عيلان فقد تقدم في أول كتاب البربر عند ذكر أنسابهم وان أبناء قيس معروفون عن النسابة وأما نسب جالوت إلى قيس فأمر بعيد عن القياس ويشهد لذلك ان معد بن عدنان الخامس من آباء قيس انما كان معاصرا لبختنصر كما ذكرناه أول الكتاب وانه لما سلط على العرب أوحى الله إلى أرمياء نبي بنى إسرائيل أن يخلص معدا ويسير به إلى أرضه وبختنصر كان بعد داود بما يناهز أربعمائة وخمسين من السنين فإنه خرب بيت المقدس بعد بناء داود وسليمان له بمثل هذه المدة فمعد متأخر عن داود بمثلها سواء فقيس الخامس من أبنائه متأخر عن داود بأكثر من ذلك فجالوت على ما ذكر أنه من أبناء قيس متأخر عن داود بأضعاف ذلك الزمن وكيف يكون ذلك مع أن داود هو الذي قتل جالوت بنص القرآن
(٣)