ونظمه بمجلس ملكه في مراتب الأعياص وأعده لمزاحمة ابن عمه وجرت بينه وبين السلطان أبى حمو سنة ثنتين وستين بين يدي مهلكه ذكرى بعد مرجعه من تلمسان ومرجع أبى زيان حافد السلطان أبى تاشفين من بعده تحقق السعي فيما نصبه له فسما له أمل في أبى زيان هذا أن يستأثر بملك أبيه ورأى أن يحسن الصنيع فيه فيكون فئة له فأعطاه الآلة ونصبه للملك وبعثه إلى وطن تلمسان وأتى إلى تازى ولحقه هنالك الخبر بمهلك السلطان أبى سالم ثم كانت فتن واحداث نذكرها في محلها وأجلب عبد الحليم ابن السلطان أبى على ابن السلطان أبى سعيد بن يعقوب بن عبد الحق على فاس واجتمع إليه بنو مرين ونازلوا البلد الجديد ثم انفض جمعهم ولحق عبد الحليم بتازى كما نذكره في موضعه ان شاء الله تعالى ورجا من السلطان أبى حمو المظاهرة على أمره فراسله في ذلك واشترط عليه؟؟ ابن عمه أبى زيان فاعتقله مرضاة له ثم ارتحل إلى سجلماسة كما نذكره بعد ونازله في طريقه أولاد حسين من المعقل بحللهم وأحيائهم فاستغفل أبو زيان ذات يوم الموكلين به ووثب على فرس قائم حذاءه وركضه من معسكر عبد الحليم إلى حلة أولاد حسين مستنجدا بهم فأجاروه ولحق ببني عامر على حين غفلة وجفوة كانت بين السلطان أبى حمو وبين خالد بن عامر أميرهم ذهب لها مغاضبا فأجلب به على تلمسان وسرح إليهم السلطان أبو حمو عسكرا فشردهم عن تلمسان ثم بذلك المال لخالد بن عامر على أن يقصيه إلى بلاد رياح ففعل وأوصله إلى الزواودة فأقام فيهم ثم دعاه أبو الليل بن موسى شيخ بنى يزيد وصاحب وطن حمزة وبنى حسن وما إليه ونصبه للامر مشاقة وعنادا للسلطان أبى حمو ونهض إليه الوزير عبد الله بن مسلم في عساكر بنى عبد الواد وحشود العرب وزناتة فأيقن أبو الليل بالغلب وبذل له الوزير المال وشرط له التجافي عن وطنه على أن يرجع عن طاعة أبى زيان ففعل وانصرف إلى بجاية ونزل بها على المولى أبى اسحق ابن مولانا السلطان أبى يحيى أكرم نزل ثم وقعت المراسلة بينه وبين السلطان أبى حمو وتمت المهادنة وانعقد السلم على اقصاء أبى زيان عن بجاية المتاخمة لوطنه فارتحل إلى حضرة تونس وتلقاه الحاجب أبو محمد بن تافراكين قيوم دولة الحفصيين لذلك العهد من المبرة والترحيب واسناء الجراية له وترفيع المنزلة بما لم يعهد لمثله من الأعياص ثم لم تزل حاله على ذلك إلى أن كان من أمر ما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن قدوم أبى زيان حافد السلطان أبى تاشفين ثانية من المغرب إلى تلمسان لطلب ملكها وما كان من أحواله} كان العرب من سويد احدى بطون زغبة فئة لبنى مرين وشيعة من عهد عريف بن يحيى مع السلطان أبى الحسن وابنه أبى عنان فكانوا عند بنى عبد الواد في عداد
(١٢٦)