{الخبر عن أولاد منديل من الطبقة الثانية وما أعادوا لقومهم مغراوة من الملك بموطنهم الأول من شلب وما إليه من نواحي المغرب الأوسط} لما ذهب الملك من مغراوة بانقراض ملوكهم آل خزر واضمحلت دولتهم بتلمسان وسجلماسة وفاس وطرابلس وبقيت قبائل مغراوة متفرقة في مواطنها الأولى بنواحي المغربين وإفريقية بالصحراء والتلول والكثير منهم بعنصرهم ومركزهم الأول بوطن شلب وما إليه فكان به بنو ورسيفان وبنو يرنار وبنو ينلت ويقال انهم من وترمار وبنو سعيد وبنو زحاك وبنو سنجاس وربما يقال إنهم من زناتة وليسوا من مغراوة وكان بنو خزرون الملوك بطرابلس لما انقرض أمرهم وافترقوا في البلاد ولحق منهم عبد الصمد بن محمد بن خزرون بجبل أوراس فرارا من أهل بيته هنالك الذين استولوا على الامر وجده خزرون بن خليفة السادس من ملوكهم بطرابلس فأقام بينهم أعواما ثم ارتحل عنهم فنزل على بقايا قومه مغراوة بشلب من بنى ورسيفان وبنى ورتزمير وبنى بو سعيد وغيرهم فتلقوهم بالمبرة والكرامة وأوجبوا له حق البيت الذي ينسب إليه فيهم وأصهر إليهم فأنكحوه وكثر ولده وعرفوا بينهم ببني محمد ثم بالخزرية نسبة إلى سلفه الأول وكان من ولده الملقب أبو ناس بن عبد الصمد بن ورجيع بن عبد الصمد وكان منتحلا للعبادة والخيرية وأصهر إليه بعض ولد ماخوخ ملوك بنى وماتوا بابنته فأنكحه إياها فعظم أمره عندهم بقومه ونسبه وصهره وجاءت دولة الموحدين على اثر ذلك فرمقوه بعين التجلة لما كان عليه من طرق الخير فأقطعوه بوادي شلب وأقام على ذلك وكان له من الولد ورجيع وهو كبيرهم وغربي ولغريات وماكور ومن بنت ماخوخ عبد الرحمن وكان أجلهم شأنا عنده وعند قومه عبد الرحمن هذا لما يوجبون له بولادة ماخوخ لامه ويتفرسون فيه أن له ولعقبه ملكا وزعموا أنه لما ولد حرجت به أمه إلى الصحراء فألقته إلى شجرة وذهبت في بعض حاجاتها فأطاف به يعسوب من النحل متواقعين عليه وبصرت به على البعد فجاءت قعد ولما أدركها من الشفقة فقال لها بعض العارفين خففي عنك فوالله ليكونن لهذا شأن ونشأ عبد الرحمن هذا في جو هذه التجلة مدة بنسبه وبأسه وكثرت عشيرته من بنى أبيه واعصوصب عليه قبائل مغراوة فكان له بذلك شوكة وفى دولة الموحدين تقدمة لما كان يوجب لهم على نفسه من الانحياش والمخالطة والتقدم في مذاهب الطاعة وكان السادة منهم يمرون به في غزواتهم إلى إفريقية ذاهبين وجائين فينزلون منه خير نزل وينقلبون بحمده والشكر لمذهبه فيزيد خلفاءهم اغتباطا به وأدرك بعض السادة وهو بأرض قومه الخبر بمهلك الخليفة بمراكش فخلف الذخيرة والظهر وأسلمها لعبد الرحمن هذا ونجا بدمائه بعد أن صحبه إلى
(٦٣)