عنان قائدهم يحيى بن رحو بن تاشفين بن معطى فاتبع آثار العرب وشردهم ولحقت حياء حصين بمعاقلهم من جبل تيطرى ثم عطف على المرية ففتحها وعقد عليها لعمر بن موسى الجلولى من صنائعهم ثم نهض إلى حصين فاقتحم عليها الجبل فلاذوا بالطاعة وأعطوا أبناءهم رهنا عليها فتجاوزهم إلى وطاء حمزة فدوخها واستخدم قبائلها من العرب والبربر والسلطان أثناء ذلك مقيم بالجزائر ثم قفل أبو ثابت إلى تلمسان وقد كان استراب بيحيى بن رحوا وعسكره من بنى مرين وأنهم داخلوا السلطان أبا الحسن وبعث فيه إلى السلطان أبى عنان فأداله بعيسى بن سليمان بن منصور بن عبد الواحد ابن يعقوب فبعثه قائدا على الحصة المرينية فتقبض على يحيى بن رحوا ولحقوا مع أبي ثابت بتلمسان ثم أجاز إلى المغرب وأوعز السلطان أبو الحسن إلى ابنه الناصر مع أوليائه من زناتة والعرب فاستولى على المرية وقتل عثمان بن موسى الجلولى ثم تقدم إلى مليانة فملكها والى تيمروغت كذلك وجاء على اثره السلطان أبو الحسن كذلك أبوه وقد اجتمعت إليه الجموع من زغبة ومن زناتة ومن عرب إفريقية سليم ورياح مثل محمد بن طالب بن مهلهل ورجال من عشيرته وعمر بن علي بن أحمد الذوادي وأخيه أبى دينار ورجالات من قومهما وزحف على هذه التعبية وابنه الناصر أمامه فأجفل علي بن راشد وقومه مغراوة عن بلادهم إلى البطحاء وطير الخبر إلى أبي ثابت فوافاه في قومه وحشوده وزحفوا جميعا إلى السلطان أبى الحسن وقومه فالتقى الجمعان بتيمغزين من شلب وصابروا مليا ثم انكشف السلطان أبو الحسن وقومه وطعن ولده الناصر بعض فرسان مغراوة وهلك آخر يومه وقتل محمد بن علي بن العربي قائد أساطيله وابن البواق والقبائلي كاتباه واستبيح معسكره وما فيه من متاع وحر وخلص بناته إلى وانشريس وبعث بهن أبو ثابت إلى السلطان أبى عنان بعد استيلائه على الجبل وخلص السلطان أبو الحسن إلى أحياء سويد إلى الصحراء فنجا به نزمار بن عريف إلى سجلماسة كما يأتي في أخباره ودوخ أبو ثابت بلاد بنى توجين وقفل إلى تلمسان والله تعالى أعلم {الخبر عن حروبهم مع مغراوة واستيلاء أبى ثابت على بلادهم ثم على الجزائر ومقتل علي بن راشد بتنس على اثر ذلك} كان بين هذين الحيين من عبد الواد ومغراوة فتن قديمة سائر أيامهم قد ذكرنا الكثير منها في أخبارهم وكان بنو عبد الواد قد غلبوهم على أوطانهم حتى قتل راشد بن محمد في جلائه أمامهم بين زواوة ولما اجتمعوا بعد نكبة القيروان على أميرهم علي بن راشد وجاؤوه من إفريقية إلى أوطانهم مع بنى عبد الواد ولم يطيعوهم حينئذ أن يغلبوهم رجعوا حينئذ إلى توثيق العهد وتأكيد العقد فأبرموه وقاموا على الموادعة
(١١٩)