وزحف إليه السلطان حتى نزل بتازا فأجفلت أحياء العرب أمام العساكر من بنى مرين والجند ونجا ابن غازي معهم بدمائه ثم داخله وترمار بن عريف في الاذعان للسلطان عن شق الخلاف فأجاب ووصل به إلى سدة الملك فبعث به السلطان محتاطا عليه إلى فاس فاعتقل بها ونزلت مقدمات العساكر بوادي ملوية وداخل صاحب تلمسان منها رعب فأوفد على السلطان من قومه وكبار مجلسه ملاطفا مداريا فتقبل منه وعقد السلم وأصدر به كتابه وعهده بخطه وانكفأ راجعا إلى حضرته بعد أن بث العمال في تلك النواحي على جبايتها فجمعوا له منها ما رضى ولما احتل بدار ملكه أنفذ أمره بقتل أبى بكر بن غازي فقتل بمحبسه طعنا بالرماح واستوسق للسلطان أمره وأحكم العقد مع الأمير عبد الرحمن بن أبي يفلوس صاحب مراكش وترددت المهاداة بينهما بعض إلى بعض والى صاحب الأندلس واليه منهما عامل المغرب وبعث بساطا وغبطا والحال متصلة على ذلك لهذا العهد آخر سنة احدى وثمانين أيام اشرافنا على هذا التأليف {الخبر عن انتقاص الصلح بين الأمير عبد الرحمن صاحب مراكش والسلطان أبى العباس صاحب فاس واستيلاء عبد الرحمن على أزمور ومقتل عاملها حسون بن علي} كان علي بن عمر كبير بنى ورتاجن وشيخ بنى ويعلان منهم قد تحيز إلى الأمير عبد الرحمن منذ اجازته إلى الأندلس واستيلائه على تازا رجعه إلى حصار البلد الجديد مع السلطان أبى العباس كما مر فوصل في جملته إلى مراكش وكان صاحب شواره وكبير دولته وكان يظعن على خالد بن إبراهيم الهر برحى شيخ جاجة من قبائل المصامدة ما بين مراكش وبلاد السوس وقد كان علي بن عمر انتقض على ابن غازي الوزير المستبد بعد السلطان عبد العزيز ولحق بالسوس ومر بخالد بن إبراهيم هذا فاعترضه في طريقه وأخذ الكثير من أثقاله ورواحله وخلص هو إلى منجاته بالسوس وقد حقد ذلك لخالد ثم حث شيوخ المعقل عندما أجاز الأمير عبد الرحمن من الأندلس إلى نواحي تازا يروم اللحاق بهم فوفدوا عليه وسار معهم إلى احيائهم وأقام معهم وهو في طاعة الأمير عبد الرحمن ودعوته إلى أن اتصل به بين يدي حصاره البلد الجديد مع السلطان أبى العباس فلما فتح السلطان البلد الجديد أول سنة ست وسبعين واستولى على ملكهم بها وفصل عبد الرحمن إلى مراكش كما كان الوفاق بينهم وسار علي بن عمر في جملة السلطان عبد الرحمن إلى مراكش واستأذنه في قتل خالد صاحبه فلم يأذن له فأحفظه ذلك وطوى عليه وبعد أيام صعد جبل وريكة في غرض من أغراض الدولة وتقدم إلى حافده عامر
(٣٤٤)