به لأبيه مقيدا فأودعه السجن وقتل بعد ذلك بمحبسه ثم بعث السلطان إلى ابنه المنتصر بولاية مراكش وأن يصير إليها فلما وصل إلى مراكش امتنع النائب بالقصبة فدس لعبد الحق وزير المنتصر أن لنائب قدهم بقتله وحينئذ يمكن المنتصر من القصبة فأجفل بالمنتصر وصعد إلى جبل هنتاتة وطير بالخبر إلى السلطان فتغير لابي ثابت وأمره أن يكاتب نائبه بتمكين ابنه من القصبة واستوزر له سعيد بن عبدون وبعثه بالكتاب وعزل عبد الحق عن وزارة ابنه واستدعاه لفاس فوصل سعيد بن عبدون إلى مراكش ودفع إلى النائب بالقصبة كتاب مستخلفه إلى الامتثال وأمكنه من القصبة واعتزل عنها فدخلها وبعث عن المنتصر بن السلطان واستولوا عليها وقبضوا على نائب عامر الذي كان بها وسائر شيعته وبطانته وامتحنوهم واستصفوهم إلى أن كان ما نذكره ان شاء الله تعالى * (حصار البلد الجديد وفتحها ونكبة الوزير ابن ماسى ومقتله) * لما نزل السلطان على البلد الجديد واجتمع إليه سائر قبيله وأوليائه وبطانته داخل الوزير معسودا الحنق على بنى مرين لانتباذهم عنه فأمر بقتل أبنائهم الذين استرهنوهم على الوفاء له فلاطفه يغمراسن السالفي في المنع من ذلك فأقصر عنه وضيق السلطان مخنقه بالحصار ثلاثة أشهر حتى دعا إلى النزول والطاعة فبعث إليه ولى الدولة وترمار بن عريف وخالصته محمد بن علال فعقد لهم الأمان لنفسه ولمن معه على أن يستمر على الوزارة ويبعث بسلطانه الواثق إلى الأندلس واستحلفهم على ذلك وخرج معهم للسلطان فدخل السلطان البلد الجديد خامس رمضان سنة تسع وثمانين لثلاثة أعوام وأربعة أشهر من خلعه ولحين دخوله قبض على الواثق وبعث به معتقلا إلى طنجة وقتل بها بعد ذلك ولما استولى على أمره قبض على الوزير ابن ماسى ليومين من دخوله واخوته وحاشيته وامتحنهم جميعا فهلكوا في العذاب ثم سلط على مسعود من العذاب والانتقام مالا يعبر عنه ونقم عليه ما فعله في دور بنى مرين النازعين إلى السلطان فإنه متى كان هرب عند أحد منهم يعمد إلى بيوته فينهبها فأمر السلطان بعقابه في أطلاقها فكان يؤتى به إلى كل بيت منها فيضرب عشرين سوطا إلى أن قتله العذاب وتجاوز الحد ثم أمر به فقطعت أربعته فهلك عند قطع الثانية فذهب مثلا في الآخرين * (وزارة محمد بن علال) * كان أبوه يوسف بن علال من رؤساء الدولة وصانعة السلطان أبى الحسن وربى في دراه ولما ضخم أمره سما به إلى ولاية الاعمال فولاه على درعة فانتزى وانتخب أولياء الدولة ثم ولاه السلطان أبو عنان أمر طنجة ومائدته وضيوفه واستكفى به في ذلك
(٣٥٧)