إليهم واعتصموا بجبال غمارة ثم استنزلهم واسترضاهم وعقد لعامر بن إدريس سنة ستين على عسكر من ثلاثة آلاف فارس أو يزيدون من المطوعة من بنى مرين وأغزاهم إلى العدوة لجهاد العدو وحملهم وفرض لهم وشفع بها عمله في واقعة سلا وهو أول جيش أجاز من بنى مرين فكان لهم في الجهاد والمرابطة مقامات محمودة وذكر خالد تقبل سلفهم فيها خلفهم من بعدهم حسبما نذكره وأقام يعقوب بن عبد الله خارجا بالنواحي مثقلا في الجهات إلى أن قتله طلحة بن علي بساقية غبولة من ناحية سلا سنة ثمان وستين فكفى السلطان شأنه وكان المرتضى مذ توالت عليهم الوقائع واستمر الظهور لبنى مرين انحجر في جدرانه وتوارى بالأسوار عن عدوه فلم يسم إلى لقاء زحف ولا حدث نفسه بشهود حرب واستأسد بنو مرين على الدولة وشرهوا إلى التهام؟؟ وأسفوا إلى منازلة مراكش دار الخلافة كما نذكره ان شاء الله تعالى والله أعلم {الخبر عن منازلة السلطان أبى يوسف حضرة مراكش دار الخلافة وعنصر الدولة وما كان اثر ذلك من نزوع أبى دبوس إليه وكيف نصبه للامر وكان مهلك المرتضى على يده ثم انتقض عليه} لما فرغ السلطان من شأن الخوارج عليه من عشيره استجمع لمنازلة المرتضى والموحدين في دارهم ورأى أنه أوهن لدولتهم وأقوى لامره عليهم وبعث قومه واحتشد أهل ممالكه واستكمل تعبيته وسار حتى انتهى إلى ايكليز واعتزم على ذلك سنة ستين وشارف دار الخلافة ثم نزل بقعرها وأخذ بمخنقها وعقد المرتضى لحربهم للسيد أبى العلاء إدريس لمكنى بأبي دبوس ابن السيد أبى عبد الله ابن السيد أبى حفص بن عبد المؤمن فعبى كتائبه ورتب مصافه وبرز لمدافعتهم ظاهرا نصرة فكانت بينهم حروب بعد العهد بمثلها استشهد فيها الأمير عبد الله بن يعقوب بن عبد الحق وكانوا يسمونه برطانتهم العجوب ففت مهلكه في عضدهم وارتحلوا عنها إلى أعمالهم د واعترضهم عساكر الموحدين بوادي أم الربيع وعليهم يحيى بن عبد الله بن وانودين فاقتتلوا في بطن الوادي وانهزمت عساكر الموحدين وكان في مسيل الواد كدى تحسر عنها غمر الماء تبدو كأنها أرجل فسميت الواقعة بها أم الرجلين ثم سعى سماسرة الفتن عند الخليفة المرتضى في ابن عمه وقائد حربه السيد أبى دبوس بطلبه الامر لنفسه وشعر بالسعاية فخشى بادرة المرتضى ولحق بالسلطان أبى يوسف مدخله إلى فاس من منازلته آخر سنة احدى وستين نازعا إليه فأقام عنده مليا ثم سأل منه الإعانة على أمره بعسكر يمده وآلة يتخذها لملكه ومال يصرفه في ضروراته على أن يشركه في القسمة والفتح والسلطان فأمده بخمسة آلاف من بنى مرين وبالكفاية من المال والمستجاد من الآلة وأهاب له بالعرب والقبائل من أهل
(١٧٩)