على السلطان ورئيسهم أبو دينار بن علي بن أحمد فبر السلطان مقدمه ورعى له سابقه عند أخيه وخلع عليه وحمله وخلع على الوفد كافة وانصرفوا إلى مواطنهم وبعث السلطان عماله على الأمصار وعقد لصنائعه على النواحي وجهز الكتائب مع وزيره عمر ابن مسعود بن منديل بن حمامة لحصار حمزة بن علي بن راشد من آل ثابت من منديل كان ربى في حجر الدولة ونشأ في جو نعمتها وسخط حاله لديهم فنزع إلى وطن سلفه من مغراوة ونزل بجبل بنى بو سعيد فأجاروه وبايعوه على الموت دونه وسرح السلطان وزيره إلى الاخذ بمخنقهم فنزل عليهم وقاتلهم وامتنعوا في رأس شاهقهم فأوطن الوزير بالخميس من وادى شلف وأحجرهم بمعتصمهم وتوافت لديه الامداد من تلمسان فجهزها كتائب وبوأهم المقاعد للحصار وأقام هنالك واستولى السلطان على سائر الوطن من الأمصار والاعمال وعقد عليها واستوسق له ملك المغرب الأوسط كما كان لسلفه والله تعالى أعلم {الخبر عن اضطراب المغرب الأوسط ورجوع أبى زيان إلى تيطرا واجلاب العرب بابي حمو على تلمسان إلى أن غلبهم السلطان جميعا على الامر واستوسق له الملك} لما خلص أبو حمو من وقعة الدوسن هو وأحياء بنى عامر أشياعه لحقوا بالصحراء وأبعدوا فيها عن قصورهم قبلة جبل راشد وجمع الوزير وترمار بن عريف بأحياء العرب كافة من زغبة والمعقل وكان السلطان لما احتل بتلمسان طلب العرب منه اطلاق أيديهم على ما أقطعهم أبو حمو إياه من الوطن على الزبون والاعتزاز عليه فاستنكف من ذلك لعظم سلطانه واستبداد ملكه فسخطوا أحوالهم ورجوا أن يكون لابي حمو ظهور ينالون به من ذلك لما أملوه فلما انهزم وقلت عساكره وظهر السلطان ظهور الاكفاء له أجمع رحو بن منصور أمير الخراج من عبيد الله احدى بطون المعقل الخروج على السلطان ولما خرج العرب إلى مشاتيهم لحق بأبي حمو وأحياء بنى عامر وكاثروهم وقادوهم إلى العيث في الأوطان فأجلبوا على ممالك السلطان ونازلوا وجدة في رجب من سنة اثنتين وسبعين وصمدت نحوهم العساكر من تلمسان فأجفلوا وعاجوا إلى البطحاء فاكتسحوا أوطانها ونهض إليهم الوزير في العساكر ففروا أمامه واتبع آثارهم إلى أن أصحروا خلال ذلك حمزة بن علي بن راشد فبيت معسكر الوزير بمكانه من حصار شلف ففض جموعه ولحق مفلولا بالبطحاء وبلغ الخبر إلى حصين وكانوا راهبين من السلطان لما اشتهر عنهم من الاجلاب على الدول والقيام بأمر الخوارج فجأجؤوا بأبي زيان الثائر كان عندهم من مكانه باحياء أولاد يحيى بن علي بن سباع من الزواودة فلحق بهم وأجلبوا على ضواحي المدية ونازلوا عسكر السلطان
(٣٣٠)