* (نكبة ابن أبي عمر ومهلكه وحركات ابن حسون) * لما استقل السلطان بملكه واقتعد سريره صرف نظره إلى أولياء تلك الدولة ومن يرتاب منه وكان محمد بن أبي عمر قد تقدم ذكره وأوليته من جملة خواصه وأوليائه وندمانه وكان السلطان يقسم له من عنايته وجميل نظره ويرفعه عن نظراته فلما ولى السلطان موسى ترغب إليه بوازع المخالصة لأبيه من السلطان أبى عنان فقد كان أبوه أعز بطانته كما مر فاستخلصه موسى للشورى ورفعه على منابر اهل الدولة وجعل إليه كتاب علامته على المراسم السلطانية كما كان لأبيه وكان يفاوضه في مهماته ويرجع إليه في أموره حتى غص به أهل الدولة ونما عنه للوزير مسعود بن ماسى أنه يداخل السلطان في نكبته وربما سعى عند سلطانه في جماعة من بطانة السلطان أحمد فأتى عليهم النكال والقتل لكلمات كانت تجرى بينهم وبينه في مجالسة المنادمة عند السلطان حقدها لهم فلما ظفر بالحظ من سلطانه سعى بهم فقتلهم وكان القاضي أبو اسحق اليزناسني من بطانة السلطان أحمد وكان يحضر مع ندمانه فحقد له ابن أبي عامر وأغرى به سلطانه فضربه وأطافه وجاء بها شنعاء غريبة في القبح وسفر عن سلطانه إلى الأندلس وكان يمر بمجلس السلطان أحمد ومكان اعتقاله وربما يلقاه فلا يلم إليه ولا يجيبه ولا يوجب له حقا فأحفظ ذلك السلطان ولما فرغ من ابن ماسى قبض على ابن أبي عمر هذا وأودعه السجن ثم امتحنه بعد ذلك إلى أن هلك بالسياط وحمل إلى داره وبينما أهله يحضرونه إلى قبره وإذا بالسلطان قد أمر بأن يسحب بنواحي البلد ابلاغا في التنكيل فحمل من نعشه وقد ربط حبل برجله وسحب في سائر المدينة ثم ألقى في بعض المزابل ثم قبض على حركات ابن حسون وكان مجلبا في الفتنة وكان العرب المخالفون من المعقل لما أجاز السلطان إلى سبتة وحركات هذا بتادلا راودوه على طاعة السلطان فامتنع أولا ثم أكرهوه وجاؤوا به إلى السلطان فطوى على ذلك حتى استقام أمره وملك البلد الجديد فتقبض عليه وامتحنه إلى أن هلك والله وارث الأرض ومن عليها * (خلاف علي بن زكريا بجبل الهساكرة ونكبته) * لما ملك السلطان البلد الجديد واستولى على ملكه وفد عليه علي بن زكريا شيخ هسكورة مستصفيا بما قدم من سوابقه وقد كان حضر معه حصار البلد الجديد واستدعاه فجاء بقومه وعساكر المصامدة على عادة الدولة في ذلك ثم وفد معه محمد بن إبراهيم الميرارى من شيوخ المصامدة وكانت له ذمة صهر مع الوزير محمد بن يوسف بن علان على أخته فولاه السلطان مكان علي بن زكريا فغضب لها واستشاط وبادر إلى الانتقاض والخلاف ونصب بعض القرابة من بنى عبد الحق فجهز إليه السلطان العساكر مع محمد بن
(٣٦٠)