ابن مسلم في كفالة موسى بن علي لعهد السلطان أبى تاشفين مشهورا بالبسالة والاقدام طار له بها ذكر وحس بلاؤه في حصار تلمسان ولما تغلب السلطان أبو الحسن على بنى عبد الواد وابتزهم ملكهم استخدمهم وكان ينتقى أولى الشجاعة والاقدام منهم فرمى بهم ثغور المغرب ولما اعترض بنو عبد الواد ومر به عبد الله هذا ذكر له شأنه ونعت ببأسه فبعثه إلى درعة واستوصى عامله به فكان له عنه غناء في مواقفه مع خوارج العرب وبلاء حسن جذب ذلك بضبعه ورقى عند السلطان منزلته وعرفه على قومه ولما كانت نكبة السلطان أبى الحسن بالقيروان ومرج أمر المغرب وتوثب أبو عنان على الامر وبويع بتلمسان واستجمع حافده منصور بن أبي مالك عبد الواحد لمدافعته وحشد حامية الثغور للقائه وانفضت جموعه بتازى وخلص إلى البلد الجديد ونازله وكان عبد الله بن مسلم في جملته ولما نازله السلطان أبو عنان واتصلت الحرب بينهم أياما كان له فيها ذكر ولما رآى انه أحيط بهم سابق الناس إلى السلطان أبى عنان فرأى سابقيته وقلده عمل درعة فاضطلع بها مدة خلافته وتأكدت له أيام ولايته مع عرب المعقل وصلة وعهد ضرب بهما في مؤاخاتهم بسهم وكان السلطان أبو عنان عند خروج أخيه أبى الفضل عليه لحقه بجبل ابن حميدي من معاقل درعة أوعز إليه بأن يعمل الحيلة في القبض عليه فداخل ابن حميدي ونعده وبذل له فأجاب وأسلمه وقاده عبد الله بن مسلم أسيرا إلى أخيه السلطان أبى عنان فقتله ولما استولى السلطان أبو سالم رفيق أبى الفضل في مثوى اغترابهما بالأندلس على بلاد المغرب من بعد مهلك السلطان أبى عنان وما كان من اثر من الخطوب وذلك آخر سنة ستين خشيه ابن مسلم على نفسه ففارق ولايته ومكان عمله وداخل أولاد حسين أمراء المعقل في النجاة به إلى تلمسان فأجابوه ولحق بالسلطان أبى حمو في ثروة من المال وعصبة من العشيرة وأولياء من العرب فسر بمقدمه وقلده لحينه وزارته وشد به أواخي سلطانه وفوض إليه تدبير ملكه فاستقام أمره وجمع القلوب على طاعته وجاء بالمعقل من مواطنهم الغريبة فاقبلوا عليه وعكفوا على خدمته وأقطعهم مواطن تلمسان وآخى بينهم وبين زغبة فعلا كعبه واستفحل أمره واستقامت رياسته إلى أن كان من أمره ما نذكره ان شاء الله تعالى والله تعالى أعلم {الخبر عن استيلاء السلطان أبى سالم على تلمسان ورجوعه إلى المغرب بعد أن ولى عليها أبو زيان حافد السلطان أبى تاشفين وما آل أمره} لما استوسق للسلطان أبى سالم ملك المغرب ومحا أثر الخوارج على الدولة سما إلى امتداد ظله إلى أقصى تخوم زناتة كما كان لأبيه وأخيه وحركه إلى ذلك ما كان من قرار عبد الله بن مسلم إلى تلمسان بحيالة عمله فأجمع أمره على النهوض إلى تلمسان وعسكر
(١٢٤)