الشأن في جواره لما كانت مرضاة السلطان وحذرتهم شأن أبى حمو وبنى عامر وأوفدت مشيختهم على وترمار والوزير أبى بكر بن غازي فدلوهما على طريقه فأغذوا السير وبيتوهم بمنزلهم على الدوس آخر عمل الزاب من جانب المغرب ففضوا جموعهم وانتهبوا جميع معسكر السلطان أبى حمو بأموالهم وأمتعته وظهره ولحق فلهم بمصاب ورجعت العساكر من هنالك فسلكت على قصور بنى عامر بالصحراء قبلة جبل راشد التي رباولون ساعون إليها فانتهبوها وخربوها وعاثوا فيها وانكفؤا راجعين إلى تلمسان وفرق السلطان عماله في بلاد المغرب الأوسط من وهران ومليانة والجزائر والمرية وجبل وانشريس واستوسق به ملكه ونزع عنه عده ولم يبق به يومئذ الا صرمة من نار الفتنة ببلاد مغراوة؟؟ من ولد علي بن راشد سخط خالد في الديوان ولحق بجبل بنى سعيد واعتصم به فجهز السلطان الكتائب لحصاره وسرح وزيره عمر بن مسعود لذلك كما ذكرنا في أخبار مغراوة واحتقر شأنه وأوفدت أنا عليه يومئذ مشيخة الزواودة فأوسعهم حباء وكرامة وصدروا مملوءة حقائبهم خالصة قلوبهم منطلقة بالشكر ألسنتهم واستمر الحال إلى أن كان ما نذكره ان شاء الله تعالى والله تعالى أعلم {الخبر عن اضطراب المغرب الأوسط ورجوع أبى زيان إلى تيطرى واجلاب أبى حمو على تلمسان ثم انهزامهما وتشريدهما على سائر النواحي} كان بنو عامر من زغبة شيعة خالصة لبنى عبد الواد من أول أمرهم وخلص سويد لبنى مرين كما قدمناه فكان من شأن عريف وبنيه عند السلطان أبى الحسن وبنيه ما هو معروف فلما استبيحت أحياؤهم بالدوس مع أبي حمو ذهبوا في القفر اشفاقا ويأسا من قبول بنى مرين عليهم لما كان وترمار بن عريف واخوانه من الدولة فحدبوا على سلطانهم أبى حمو يتقلبون معه في القفار ثم نزع إليهم رحو بن منصور فيمن أطاعه من قومه عبيد الله من المعقل وأجلبوا على وجدة فاضطرم النفاق على الدولة نارا وخشى حصين مغبة أمرهم من السلطان بما اتسموا به من الشقاق والعناد فمدوا أيديهم إلى سلطانهم أبى زيان وأفدوا مشيختهم لاستدعائه من حلة أولاد يحيى بن علي فاحتل بينهم وأجلبوا به على المرية فملكوا نواحيها وامتنع عليهم مصرها واستمر الحال على ذلك واضطرب المغرب الأوسط على السلطان وانتقضت به طاعته وسرح الجيوش والعساكر إلى قتال مغراوة وحصين فأجمع أبو حمو وبنو عامر على قصده بتلمسان حتى إذا احتلوا قريبا منها دس السلطان عبد العزيز بعض شيعته إلى خالد بن عامر وزغبة في المال؟؟ منه وكان أبو حمو قد آسفه بمخالطة بعض عشيره وتعقب رأيه برأيه ممن لم يسم إلى خطته ولم يرتض كفاءته فجنح إلى ملك المغرب ونزع يده من عهد أبى حمو وسرح السلطان
(١٣٣)