واستاقوا أموالهم ودوابهم ونساءهم وارتحلوا في اتباعهم وكتب الوزير بالفتح إلى السلطان ومر أبو ثابت بالجزائر طارقا وأجاز إلى قاصية المشرق فاعترضهم قبائل زواوة وأرجلوهم عن خيلهم وانتهبوا أسلابهم ومروا حفاة عراة واحتل الوزير بالجزائر واستولى عليها واقتضى بيعة السلطان منهم فآتوها واحتل الوزير بلمدية وأو عز إلى أمير بجاية المولى أبى عبد الله حافد مولانا الأمير أبى يحيى مع وليه وترمار وخالصته يعقوب بن علي بالقبض على أبي ثابت فأذكوا العيون عليهم وقعدوا لهم بالمرصاد وعثر بعض الحشم على أبي ثابت وأبى زيان ابن أخيه أبى سعيد ووزير هم يحيى بن داود فرفعوهم إلى الأمير ببجاية فاعتقلهم وارتحل للقاء السلطان بلمدية وبعثهم مع مقدمته وجاء على اثرهم ونزل على السلطان بمعسكره من لمدية خير نزل بعد أن تلقاه بالمبرة والاحتفاء وركب للقائه ونزل عن فرسه للسلطان فنزل السلطان بوائلة وأودع أبا ثابت السجن وتوافت إليه وفود الزواودة بمكانه من لمدية فأكرم وفدهم وأسنى أعطياتهم من الخلع والحملان والذهب وانقلبوا خير منقلب ووافته بمكانه ذلك بيعة ابن مزنى عامل الزاب ووفدهم فأكرمهم ووصلهم وفرغ السلطان من شأن المغرب الأوسط وبث العمال في نواحيه وثقف أطرافه وسما إلى ملك إفريقية كما نذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن تملك السلطان أبى عنان بجاية وانتقال صاحبها إلى المغرب) * لما وصل السلطان أبو عبد الله محمد بن الأمير أبى زكريا يحيى صاحب بجاية إلى السلطان بمكانه من لمدية في شعبان من سنته وأقبل السلطان عليه وبوأه كنف ترحيبه وكرامته خلص الأمير به نجيا وشكا إليه ما يلقاه من أهل عمله من الامتناع من الجباية والسعي في الفساد وما يتبع ذلك من زبون الحامية استبداد البطانة وكان السلطان متشوفا لمثلها فأشار عليه بالنزول عنها وان يديله عنها بما شاء من بلاده فسارع إلى قبول إشارته ودس إليه مع حاجبه محمد بن أبي عمرو أن يشهد بذلك على رؤس الملا ففعل ونقم عليه بطانته ذلك وفر بعضهم من معسكره فلحق بإفريقية ومنهم على ابن القائد محمد بن الحكيم وأمره السلطان أن يكتب بخطه إلى عامله على البلد بالنزول عنها وتمكين عمال السلطان منها ففعل وعقد السلطان عليها العمر بن علي الوطاسي من أولاد الوزير الذي ذكرنا خبر انتزائهم بتازوطا من قبل ولما قضى السلطان حاجته من المغرب الأوسط واستولى على بجاية انكفأ راجعا إلى تلمسان لشهود الفطر بها ودخلها في يوم مشهود وحمل أبا ثابت ووزيره يحيى بن داود على جملين يخطوان بهما في ذلك المحفل بين السماطين فكانا عبرة لمن حضر وجنبا من الغد إلى مصارعهما فقتلا قعصا بالرماح وأنزل السلطان المولى الأمير أبا عبد الله صاحب بجاية خير نزل وفرش له في مجلسه تكرمة له
(٢٨٩)