وراءهم من مليكش والثعالبة وأمكنه عمر من مليانة سنة ثمان وستين على شرط الموازرة والمظاهرة على اخوته فملكها يغمراسن يومئذ وصار الكثير من مغراوة إلى ولايته وزحفوا معه إلى المغرب سنة سبعين ثم زحف بعدها إلى بلادهم سنة ثنتين وسبعين فتجافى له ثابت بن منديل عن تنس بعد أن أثخن في بلادهم ورجع عنها فاسترجعها ثابت ثم نزل له عنها ثانيا سنة احدى وثمانين بين يدي مهلكه عندما تم له الغلب عليهم والاثخان في بلادهم إلى أن كان الاستيلاء عليها لابنه عثمان على ما نذكره ان شاء الله * (الخبر عن انتزاء الزعيم بن مكن ببلده مستغانم) * كان بنو مكن هؤلاء من علية القرابة من بنى زيان يشاركونهم في محمد بن زكراز بن يندوكس بن طاع الله وكان لمحمد هذا أربعة من الولد كبيرهم يوسف ومن ولده جابر بن يوسف أول ملوكهم وثابت بن محمد ومن ولده زيان بن ثابت أبو الملوك من بنى عبد الواد ودرع بن محمد ومن ولده عبد الملك بن محمد بن علي بنى قاسم بن درع المشتهر بأمه حنينة أخت يغمراسن بن زيان ومكن بن محمد وكان له من الولد يحيى وعمرس وكان من ولد يحيى الزعيم وعلى وكان يغمراسن بن زيان كثيرا ما يستعمل قرابته في الممالك ويوليهم على العمالات وكان قد استوحش من يحيى بن مكن وابنه الزعيم وغربهما إلى الأندلس فأجازا من هنالك إلى يعقوب بن عبد الحق إلى تلمسان عامئذ وهما في جملته فأدركتهما النغرة على قومهما وآثرا مفارقة السلطان إليهم فأذن لهم في الانطلاق ولحقا بيغمراسن ابن زيان حتى إذا كانت الواقعة عليه بخرزوزة سنة ثمانين كما قدمناه وزحف بعدها إلى بلاد مغراوة وتجافى له ثابت بن منديل عن مليانة وانكفأ راجعا إلى تلمسان استعمل على ثغر مستغانم الزعيم بن يحيى بن مكن فلما وصل إلى تلمسان انتقض عليه ودعا إلى الخلاف ومالا عدوه من مغراوة على المظاهرة عليه فصمد إليه يغمراسن وحجزه بها حتى لاذ منه بالسلم على شرط الإجازة إلى العدوة فعقد له وأجازه ثم أجاز على أثره أباه يحيى واستقر بالأندلس إلى أن هلك يحيى سنة ثنتين وتسعين ووفد الزعيم بعد ذلك على يوسف ابن يعقوب وسخطه لبعض النزغات فاعتقله وفر من محبسه ولم يزل الاغتراب مطوحا به إلى أن هلك والبقاء لله وحده ونشأ ابنه الناصر بالأندلس فكانت مثواه وموقف جهاده إلى أن هلك (وأما) أخوه علي بن يحيى فأقام بتلمسان وكان من ولده داود بن علي كبير مشيخة بنى عبد الواد وصاحب شوراهم وكان منهم أيضا إبراهيم بن علي عقد له أبو حمو الأوسط على ابنته فكان منها ولد ذكر وكان لداود ابن اسمه يحيى بن داود استعمله أبو سعيد ابن عبد الرحمن في دولتهم الثانية على وزارتهم فكان من شأنه ما نذكره في أخبارهم والامر لله
(٨٨)