عدوهم من بنى مرين مع طاغية الدولة لبنى عامر أقتالهم فكانوا منابذين لبنى عبد الواد آخر الأيام وكان كبيرهم وتزمار بن عريف أوطن كرسف في جوار بنى مرين مذ مهلك السلطان أبى عنان وكان مرموقا بعين التجلة يرجعون إلى رأيه ويستمعون إلى قوله وأهمه شأن إخوانه في وطنهم ومع اقتالهم بنى عامر فاعتزم على نقض الدولة من قواعدها وحمل صاحب المغرب عمر بن عبد الله على أن يسرح محمد بن عثمان حافد أبى تاشفين لمعاودة الطلب لملكه ووافق ذلك نفرة استحكمت بين السلطان أبى حمو وأحمد بن رحو بن غانم كبير أولاد حسن من المعقل بعد أن كانوا فئة له ولوزيره عبد الله ابن مسلم فاغتنمها عمر بن عبد الله وخرج أبو زيان محمد بن عثمان سنة خمس وستين فنزل في حلل المعقل بملوية ثم نهضوا به إلى وطن تلمسان وارتاب السلطان أبو حمو بخالد ابن عمر أمير بنى عامر فتقبض عليه وأودعه المطبق ثم سرح وزيره عبد الله بن مسلم في عساكر بنى عبد الواد والعرب فأحسن دفاعهم وانفضت جموعهم ورحلهم إلى ناحية السرو وهو في اتباعهم إلى أن نزلوا المسيلة من وطن رياح وصاروا في جوار الزواودة ثم نزل بالوزير عبد الله بن مسلم داء الطاعون الذي عاود أهل العمران عامئذ من بعدما أهلكهم سنة تسع وأربعين قبلها فانكفأ به ولده وعشيرته راجعين وهلك في طريقه وأرسلوا شلوه إلى تلمسان فدفن بها وخرج السلطان أبو حمو إلى مدافعة عدوه وقد فت مهلك عبد الله في عضده ولما انتهى إلى البطحاء وعسكر بها ناجزته جموع السلطان أبى زيان الحرب وأطلت راياته على المعسكر فداخلهم الرعب وانفضوا وأعجلهم الامر عن أبنيتهم وأزوادهم فتركوها وانفضوا وتسلل أبو حمو يبغى النجاة إلى تلمسان واضطرب أبو زيان فسطاطه بمكان مسعكره وساقه أحمد بن رحو أمير المعقل إلى منجاته فلحقه بسك وكر إليه السلطان أبو حمو فيمن معه من خاصيته وصدقوه الدفاع فكبا به فرسه وقطع رأسه ولحق السلطان أبو حمو بحضرته وارتحل أبو زيان والعرب في اتباعه إلى أن نازلوه بتلمسان أياما وحدثت المنافسة بين أهل المعقل وزغبة وأسف زغبة استبداد المعقل عليهم وانفراد أولاد حسين برأى السلطان دونهم فاغتنمها أبو حمو وأطلق أميرهم عامر بن خالد من محبسه وأخذ عليه الموثق من الله ليخذلن الناس عنه ما استطاع وليرجعن بقومه عن طاعة أبى زيان وليفرقن جموعه فوفى له بذلك العهد ونفس عليه المخنق وتفرقت أحزابهم ورجع أبو زيان إلى مكانه من إيالة بنى مرين واستقام أمر السلطان أبى حمو وصلحت دولته بعد الالتياث إلى أن كان من أمره ما نذكره ان شاء الله تعالى * (الخبر عن حركة السلطان أبى حمو على ثغور المغرب) *
(١٢٧)