السلطان أبى الحسن وذهب محمد بن عثمان إلى ولى الدولة وترمار بن عريف وأمراء المغرب من المعقل ولما دخل السلطان أبو العباس إلى تازا كتب إلى ابن عمه السلطان موسى يذكره العهد بينهما وقد كان السلطان ابن الأحمر عهد إليه أن يبعث به إليه ان ظفر به فبادر السلطان موسى باستدعائه مع جماعة من وجوه بنى عسكر أهل تلك الناحية وهم زكريا بن يحيى بن سليمان ومحمد بن سليمان بن داود بن اعراب ومعهم العباس بن عمر الوسناني فجاؤوا به وأنزلوه بالزاوية بغدير الحمص بظاهر فاس فقيد هنالك ثم بعثه إلى الأندلس موكلا به مع عمر بن رحو أخو الوزير مسعود بن ماسى واستصحب ابنه أبا فارس وترك سائرهم بفاس وأجاز البحر من سبتة فأنزله السلطان ابن الأحمر بقلعة ملكه الحمراء وفك قيوده ووكل به ووسع له في الجراية فأقام هنالك محتاطا به إلى أن كان ما نذكره ان شاء الله تعالى * (نكبة الوزير محمد بن عثمان ومقتله) * أصل هذا الوزير محمد بن الكاس احدى بطون بنى ورتاجين وكان بنو عبد الحق عند ما تأثلوا ملكهم بالمغرب يستعملونه منهم في الوزارة وربما وقعت بينهم هنالك وبين بنى إدريس وبنى عبد الله منافسة قتلوا فيها بعض بنى الكاس منهم في دولة السلطان أبى سعيد وابنه أبى الحسن ثم استوزره السلطان أبو الحسن بعد مهلك وزيره يحيى بن طلحة أبى محلى بمكانه من حصار تلمسان وقام بوزارته أياما وحضر معه وقعة طريف سنة احدى وأربعين من هذه المائة واستشهد فيها ونشأ ابنه أبو بكر في ظل الدولة ممتعا بحسن الكفالة وسعة الرزق وكانت أمه أم ولد وخلفه عليها ابن عمه محمد بن عثمان هذا الوزير فنشأ أبو بكر في حجره وكان أعلى رتبة منه بأولية أبيه وسلفه حتى إذا بلغ أشده واستوى سمت به الحال وجال أمصار الملوك في اختياره وترشيحه حتى استوزره السلطان عبد العزيز كما قلناه وقام بوزارته أحسن قيام وأصبح محمد بن عثمان هذا رديفه وهلك السلطان عبد العزيز فنصب أبو بكر ابنه السعيد للملك صبيا لم يثغر وكان من انتقاض أمره وحصاره بالبلد الجديد واستيلاء السلطان أبى العباس عليه ما قدمناه قام محمد بن عثمان بوزارة السلطان أبى العباس مستبدا عليه ودفع إليه أمور ملكه وشغل بلذاته فقام محمد بن عثمان بوزارة السلطان أبى العباس من أمور الدولة ما عاناه حتى كان من استيلاء السلطان موسى على دار ملكهم ما مر وانقض بنو مرين عنه للسلطان أبى العباس كما ذكرناه ورجع إلى تازا فدخلها السلطان أبو العباس وفارقهم محمد بن عثمان إلى ولى الدولة وترمار بن عريف وهو مقيم بتازا وتذمم له فتجهم له وترمار وأعرض عنه فسار معدا إلى أحياء المنبات من عرب المعقل كانوا
(٣٥١)