بحصن علودان ونزلوا على عهده لحق بتلمسان وكان بنو عبد الله بن عبد الحق وإدريس ابن عبد الحق عصبة من بين سائرهم لان عبد الله وإدريس كانا شقيقين لسوط النساء بنت عبد الحق فاقتفي أبو يعقوب بن عبد الحق بن عبد الله محمدا ابن عمه إدريس وخرج على السلطان بقصر كتامة سنة ثلاث وستين ثم استرضاه عمه واستنزله وبقي يعقوب بن عبد الله في انتقاضه ينتقل في الجهات إلى أن قتله طلحة بن محلى من أولياء السلطان سنة ثلاث وستين بجهات سلا فكفى السلطان شأنه ولما كان من عهد السلطان لابنه أبى مالك ما قدمناه نفس عليه هؤلاء القرابة هذا الشأن فانتقضوا ولحق ابن إدريس بحصن علودان ولحق موسى بن رحو بن عبد الله بجبال غمارة ومعه أولاد عمه أبى عياد بن عبد الحق ونازلهم السلطان حتى نزلوا على عهده وأجازهم إلى الأندلس سنة سبعين فأقاموا بها للجهاد سوقا ونافسهم أقيال زناتة في مثلها بتلمسان وأجاز منها إلى الأندلس سنة سبعين فولاه السلطان ابن الأحمر على جميع الغزاة المجاهدين هنالك لما كان كبيرهم ومحل سؤلهم ولم يلبث ان عاد إلى المغرب فولى السلطان مكانه أخاه عبد الحق ثم رجع عنه مغاضبا إلى تلمسان فولى مكانه على الغزاة المجاهدين إبراهيم بن عيسى بن يحيى بن وسناف إلى أن كان ما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن موسى بن رحو فاتح هذه الرياسة بالأندلس وخبر أخيه عبد الحق من بعده وابنه حمو بن عبد الحق بعدهما} لما هلك السلطان الشيخ بن الأحمر وولى ابنه السلطان الفقيه ووفد على السلطان يعقوب ابن عبد الحق صريخا للمسلمين فأجاز إليه أول اجازته سنة ثلاث وسبعين وأوقع بجيوش النصرانية وقتل الزعيم دننه واستولى له الغلب على الأندلس وبدا لابن الأحمر في أمره وخشى مغبته وتوقع أن يكون شأنه معه شأن يوسف بن تاشفين والمرابطين مع ابن عياد وكان بالأندلس قرابته بنو شقيلولة قد قاسموه في ممالكها وانفردوا بوادي آش ومالقة وقمارش حسبما ذكرناه في أخباره مع السلطان وانتقض عليه أيضا من رؤساء الأندلس ابن عبد ريل وابن الدليل فكانوا يجلبون على بلاد المسلمين وكانوا قد استنجدوا جموش النصرانية ونازلوا غرناطة وعانوا في الجهات فلما استوت قدم السلطان يعقوب بن عبد الحق بالأندلس وصل هؤلاء الثوار به أيديهم فخشيهم ابن الأحمر جميعا على نفسه وقلب السلطان ليوسف ظهر المجن واستظهر عليه بالأعياص من قرابته وكان هؤلاء القرابة من أولاد رحو بن عبد الله بن عبد الحق وإدريس بن عبد الحق وينسبون جميعا إلى سوط النساء كما ذكرناه ومن أولاد أبى عياد بن عبد الحق لما أوجسوا الخيفة من السلطان واستشعروا النكير منه لحقوا بالأندلس تورية بالجهاد وانتبذوا عن الهول
(٣٦٧)