مراكش واستولى عليها وصعد إلى الجبل فأحاط به وضيق على عامر وطاول منازلته وأشرف على اقتحام معقله إلى أن بلغه خبر افتراق بنى مرين وخروج منصور بن سليمان من أعياص الملك على الدولة وأنه منازل للبلد الجديد فانفض العسكر من حوله وتسابقوا إلى منصور بن سليمان فلحق به الوزير سليمان بن داود وتنفس الحصار عن عامر إلى أن استولى السلطان أبو سالم على ملك المغرب في شعبان من سنة ستين واستقدم عامرا والمعتمد ابن أخيه من مكانهم بالجبل فقدم عليه وأسلمه إليه كما نذكره ان شاء الله تعالى {الخبر عن ظهور أبى حمو بنواحي تلمسان وتجهيز العساكر لمدافعته ثم تغلبه وما تخلل ذلك} كان ولد عبد الرحمن بن يحيى بن يغمراسن هؤلاء أربعة كما ذكرناه في أخبارهم وكان يوسف كبيرهم وكان سكوتا منتحلا لطرق الخير لا يريد علوا في الأرض ولما هلك أخوه عثمان بتلمسان عقد له على هنين وكان ابنه يوسف بن موسى متقبلا مذهبه في السكوت والدعة ومجانبة أهل الشر ولما تغلب السلطان أبو عنان عليهم سنة ثلاث وخمسين وفر أبو ثابت إلى قاصية المشرق واستلبهم قبائل زواوة وأرجلوهم عن خيلهم سعوا على أقدامهم وانتبذ أبو ثابت وأبو زيان ابن أخيه أبى سعيد وموسى ابن أخيه يوسف ووزيرهم يحيى بن داود ناحية عن قومهم وسلكوا غير طريقهم وتقبض على أبي ثابت ويحيى بن داود ومحمد بن عثمان وخلص موسى إلى تونس فنزل على الحاجب محمد بن تافراكين وسلطانه خير نزل وأجارهم مع فل من قومه خلصوا إليهم وأسنوا جرايتهم وبعث السلطان أبو عنان فيهم إلى ابن تافراكين فأبى من اسلامهم وجاهر بإجارتهم على السلطان ولما استولت عساكر السلطان على تونس وأجفل عنها سلطانها أبو اسحق إبراهيم ابن مولانا السلطان أبى يحيى خرج موسى بن يوسف هذا في جملته ولما رجع السلطان إلى المغرب صمد المولى أبو اسحق إبراهيم ابن مولانا السلطان أبى يحيى وابن أخيه المولى أبى زيد صاحب قسنطينة مع يعقوب بن علي وقومه من الزواودة إلى منازلة قسنطينة وارتجاعها وسار في جملتهم موسى بن يوسف هذا فيمن كان عنده من زناتة قومه وكان بنو عامر من زغبة خارجين على السلطان أبى عنان منذ غلبه بنو عبد الواد على تلمسان وكانت رياستهم إلى صغير بن عامر بن إبراهيم لحق بإفريقية في قومه ونزلوا على يعقوب بن علي وجاوروه بحللهم وظعنهم فلما أفرجوا عن قسنطينة بعد امتناعها واعتزم صغير على الرحلة بقومه إلى وطنهم من صحراء المغرب دعو موسى ابن يوسف هذا إلى الرحلة معهم لينصبوه للامر ويجلبوا به على تلمسان فخلى الموحدون
(٣٠١)