{الخبر عن أبي يزيد الخارجي صاحب الحمار من بنى يفرن ومبدأ أمره مع الشيعة ومصائره} هذا الرجل من بنى واركوا اخوة مرنجيصة وكلهم من بطون بنى يفرن وكنيته أبو يزيد واسمه مخلد بن كيداد لا يعلم من نسبه فيهم غير هذا وقال أبو محمد بن حزم ذكر لي أبو يوسف الوراق عن أيوب بن أبي يزيد ان اسمه مخلد بن كيداد بن سعد الله بن مغيث بن كرمان بن مخلد بن عثمان بن ورنمت بن حويفر بن سميران بن يفرن بن جانا وهو زناتة قال وقد أخبرني بعض البربر بأسماء زائدة بين يفرن وجانا اه كلام ابن حزم ونسبه بن الرقيق أيضا في بني واسين بن ورسيك بن جانا وقد تقدم نسبهم أول الفصل وكان كيداد أبوه يختلف إلى بلاد السودان في التجارة فولد له أبو يزيد بكركوا من بلادهم وأمه أم ولد اسمها سيكة ورجع به إلى قيطون زناتة ببلاد قصطيلة ونزل توزر مترددا بينها وبين تقيوس وتعلم القرآن وتأدب وخالط النكارية فمال إلى مذاهبهم وأخذها عنهم ورأس فيها ورحل إلى مشيختهم بتهيرت وأخذ عن أبي عبيدة منهم أيام اعتقال عبيد الله المهدى بسجلماسة ومات أبوه كيداد وتركه على حال من الخصاصة والفقر فكان أهل القيطون يصلونه بفضل أموالهم وكان يعلم صبيانهم القرآن ومذاهب النكارية واشتهر عنه تكفير اهل الملة وسب على فخاف وانتقل إلى تقيوس وكان يختلف بينها وبين وزر وأخذ نفسه بالتغيير على الولاة ونمى عنه اعتقاد الخروج عن السلطان فنذر الولاة بقصطيلة دمه فخرج إلى الحج سنة عشر وثلثمائة وأرهقه الطلب فرجع من نواحي طرابلس إلى تقيوس ولما هلك عبد الله أوغر القائم إلى أهل قصطيلة في القبض عليه فلحق بالمشرق وقضى الغرض وانصرف إلى موطنه ودخل توزر سنة خمس وعشرين مستترا وسعى به ابن فرقان عند والى البلد فتقبض عليه واعتقله وأقبل سرعان زناتة إلى البلد ومعهم أبو عمار الأعمى رأس النكارية واسمه كما سبق عبد الحميد وكان ممن أخذ عنه أبو يزيد فتعرضوا للوالي في اطلاقه فتعلل عليهم بطلبه في الخراج فاجتمعوا إلى فضل ويزيد ابني أبى يزيد وعمدوا إلى السجن فقتلوا الحرس وأخرجوه فلحق ببلد بنى واركلا وأقام بها سنة يختلف إلى جبل أوراس والى بنى برزال في مواطنهم بالجبال قبلة المسيلة والى بنى زنداك من مغراوة إلى أن أجابوه فوصل إلى أوراس ومعه أبو عمار الأعمى في اثنى عشر من الراحلة ونزلوا على النكارية بالنوالات واجتمع إليه القرابة وساتر الخوارج وأخذ له البيعة عليهم أبو عمار صاحبه على قتال الشيعة وعلى استباحة الغنائم والسبي وعلى أنهم ان ظفروا بالمهدية والقيروان صار الامر شورى وذلك سنة احدى وثلاثين وترصدوا غيبة
(١٣)