صاحب القلعة بلكين بن محمد بن حماد إلى المغرب سنة أربع وخمسين على عادتهم في عزوه ودخل فاس واحتمل من أكابرهم وأشرافهم رهنا على الطاعة وقفل إلى قلعته وولى على المغرب بعد الفتوح معنصر بن حماد بن معنصر وشغل بحروب لمتونة وكانت له عليهم الوقعة المشهورة سنة خمس وخمسين ولحق بضرية وملك يوسف بن تاشفين والمرابطون فاس وخلف عليها عامله وارتحل إلى غمارة فخالفه معنصر إلى فاس وملكها وقتل العامل ومن معه من لمتونة ومثل بهم بالحرق والصلب ثم زحف إلى مهدى ابن يوسف الكترنائي صاحب مدينة مكناسة وقد كان دخل في دعوة المرابطين فهزمه وقتله وبعث برأسه إلى سكوت البرغواطى؟؟ صاحب عبتة وقد بلغ الخبر إلى يوسف بن تاشفين فسرح عساكر المرابطين لحصار فاس فأخذوا بمخنقها وقطعوا المرافق عنها حتى اشتد بأهلها الحصار ومسهم الجهد وبرز معنصر لاحدى الراحتين فكانت الدائرة عليه وفقد في الملحمة ذلك اليوم سنة ستين وبايع أهل فاس من بعده لابنه تميم بن معنصر فكانت أيامه أيام حصار وفتنة وجهد وغلاء وشغل يوسف ابن تاشفين عنهم بفتح بلاد غمارة حتى إذا كان سنة ثنتين وستين وفرغ من فتح غمارة صمد إلى فاس فحاصرها أياما ثم اقتحمها عنوة وقتل بها زهاء ثلاثة آلاف من مغراوة وبنى يفرن ومكناسة وقبائل زناتة وهلك تميم في جملتهم حتى أعوزت مواراتهم فرادى فاتخذت لهم الأخاديد وقبروا جماعات وخلص من نجا من القتل منهم إلى تلمسان وأمر يوسف بن تاشفين بهدم الأسوار التي كانت فاصلة بين العدوتين وصيرهما مصرا وأدار عليهما سورا واحدا وانقرض أمر مغراوة من فاس والبقاء لله سبحانه وتعالى
(٣٦)