سبع وستين في جموع مغراوة وبرز إليه المعتز فهزمه خزرون واستولى على مدينة سجلماسة ومحا دولة آل مدرار والخوارج منها آخر الدهر وأقام الدعوة بها للمؤيد هشام فكانت أول دولة أقيمت للمروانيين بذلك الصقح ووجد للمعتز مالا وسلاحا فاحتقنها وكتب بالفتح إلى هشام وأنفذ رأس المعتز فنصب بباب سدته ونسب الأثر في ذلك الفتح لصحابة محمد بن أبي عامر وبين طائره وعقد لخزرون على سجلماسة ومن بعده ابنه وانودين ثم كان زحف زيرى بن مناد إلى المغرب الأقصى سنة تسع وستين وفرت زناتة أمامه إلى سبتة وملك أعمال المغرب وولى عليها من قبله وحاصر سبتة ثم أفرج عنها وشغل بجهاد برغواطة وبلغه أن وانودين بن خزرون أغار على نواحي سجلماسة وأنه دخلها عنوة وأخذ عامله وما كان معه من الأموال والذخيرة فدخل إليها سنة ثلاث وتسعين وفصل عنها فهلك في طريقه ورجع وانودين بن خزرون إلى سجلماسة وفى أثناء ذلك كان استيلاء زيرى بن عطية بن عبد الله بن خزر على المغرب وملك فاس بعهد هشام ثم انتقض على المنصور آخرا وأجاز ابنه عبد الملك في العساكر إلى العدوة سنة ثمان وثمانين فغلب عليها بنى خزر ونزل فاس وبث العمال في سائر نواحي المغرب لسد الثغور وجباية الخراج وعقد فيما عقد على سجلماسة لحميد بن يصل المكناسي النازع إليهم من أولياء الشيعة فعقد له على سجلماسة حين فر عنها بنو خزرون فملكها وأقام فيها الدعوة ولما قفل عبد الملك إلى العدوة وأعاد واضحا إلى عمله بفاس استأمن إليه كثير من بنى خزر كان منهم وانودين بن خزرون صاحب سجلماسة وابن عمه فلفول بن سعيد فأمنهم ثم رجع وانودين إلى عمله بسجلماسة بعد أن تضمن وانودين وفلفول بن سعيد على مال مفروض وعدة من الخيل والدرق يحملان إليه ذلك كل سنة وأعطيا في ذلك أبناءهما رهنا فعقد لهما واضح بذلك واستقل وانودين بعد ذلك بملك سجلماسة منذ أول سنة تسعين مقيما فيها للدعوة المروانية ورجع المعز بن زيرى إلى ولاية المغرب بعهد المظفر ابن أبي عامر سنة ست وتسعين واستثنى عليه فيها أمر سجلماسة لمكان وانودين بها ولما انتثر سلك الخلافة بقرطبة وكان أمر الجماعة والطوائف واستبد أمراء الأنصار والثغور وولاة الاعمال بما في أيديهم استبد وانودين هذا بأعمال سجلماسة وتغلب على عمل درعة واستضافه إليه ونهض المعز بن زيرى صاحب فاس سنة سبع وأربعمائة مع جموع من مغراوة يحاول انتزاع هذه الاعمال من يد وانودين فبرز إليه في جموعه وهزموه وكان ذلك سببا في اضطراب أمر المعز إلى أن هلك واستفحل ملك وانودين واستولى على صيرون من أعمال فاس وعلى جميع قصور ملوية وولى عليها من أهل بيته ثم هلك وولى أمره من بعده ابنه مسعود بن وانودين ولم أقف على تاريخ ولايته ومهلك أبيه (ولما)
(٣٨)