أوربا وصدينة ومقيلة بأمره واستوثق له الملك واقتطع المغرب عن طاعة بنى العباس سائر الأيام ثم نهض إلى المغرب الأوسط سنة أربع وسبعين فتلقاه محمد بن خزر هذا وألقى إليه المقادة وبايع له عن قومه وأمكنه من تلمسان بعد أن غلب عليها بنى يفرن أهلها وانتظم لإدريس بن إدريس الامر وغلب على جميع اعمال أبيه وملك تلمسان وقام بنو خزر هؤلاء بدعوته كما كانوا لأبيه وكان قد نزل تلمسان لعهد إدريس الأكبر أخوه سليمان بن عبد الله بن حسن بن الحسن القادم إليه من المشرق وسجل له بولاية تلمسان من سجل ابنه إدريس لمحمد ابن عمه سليمان من بعده فكانت ولاية تلمسان وأمصارها في عقبه واقتسموا ولاية ثغورها الساحلية فكانت تلمسان لولد إدريس بن محمد بن سليمان وأرشكول لولد عيسى بن محمد وتنس لولد إبراهيم بن محمد بن محمد وسائر الضواحي من اعمال تلمسان لبنى يفرن مغراوة ولم يزل الملك بضواحي المغرب الأوسط لمحمد بن خزر كما قلناه إلى أن كانت دولة الشيعة واستوثق لهم ملك إفريقية وسرح عبيد الله المهدى إلى المغرب عروبة بن يوسف الكتامي في عساكر كتامة سنة ثمان وتسعين ومائتين فدوخ المغرب الأدنى ورجع ثم سرح بعده مصالة بن حيوص إلى المغرب في عساكر كتامة فاستولى على اعمال الأدارسة واقتضى طاعتهم لعبيد الله وعقد على فاس ليحيى بن إدريس بن عمر آخر ملوك الأدارسة وخلع نفسه ودان بطاعتهم وعقد له مصالة على فاس وعقد لموسى بن أبي العالية أمير مكناسة وصاحب تارة واستولى على ضواحي المغرب وقفل إلى القيروان وانتقض عمر بن خزر من أعقاب محمد بن خزر الداعية لإدريس الكبر وحمل زناتة وأهلا المغرب الأوسط على البرابرة من الشيعة وسرح عبيد الله المهدى مصالة قائد المغرب في عساكر كتامة سنة تسع ولقيه محمد ابن خزر في جموع مغراوة وسائر زناتة ففل عساكر مصالة وخلص إليه فقتله وسرح عبيد الله ابنه أبا القاسم في العساكر إلى المغرب سنة عشر وعقد له على حرب محمد بن خزر وقومه فأجفلوا إلى الصحراء واتبع آثارهم إلى ملوية فلحقوا بسجلماسة وعطف أبو القاسم على المغرب فدوخ أقطاره وجال في نواحيه وجدد لابن أبي العافية على عمله ورجع ولم يلق كيدا (ثم إن الناصر) صاحب قرطبة سما له أمل في ملك العدوة فخاطب ملوك الأدارسة وزناتة وبعث إليهم خالصته محمد بن عبيد الله بن أبي عيسى سنة ستة عشر فبادر محمد بن خزر إلى اجابته وطرد أولياء الشيعة من الزاب وملك شلب وتنس من أيديهم وملك وهران وولى عليها ابنه المنير وبث دعوة الأموية في اعمال المغرب الأوسط ما عدا تاهرت في القيام بدعوة الأموية إدريس بن إبراهيم بن عيسى بن محمد بن سليمان صاحب أرشكول ثم فتح الناصر سبتة سنة سبع عشرة من يد الأدارسة وأجار موسى بن أبي العالية على طاعته واتصلت يده بمحمد بن خزر
(٢٥)