إليه وعلى أن يكون ولده معنصر رهينة بقرطبة فأجابه إلى ذلك وكتب له عهدا وأنفذ به وزيره أبا علي بن خديم (ونسخته) بسم الله الرحمن الرحيم صلى الله على سيدنا محمد وآله من الحاجب المظفر سيف الدولة دولة الامام الخليفة هشام المؤيد بالله أمير المؤمنين أطال الله بقاءه عبد الملك بن المنصور بن أبي عامر إلى كافة مدني فاس وكافة أهل المغرب سلمهم الله أما بعد أصلح الله شأنكم وسلم أنفسكم وأديانكم فالحمد لله علام الغيوب وفار الذنوب ومقلب القلوب ذي البطش الشديد المبدئ المعيد الفعال لما يريد لا راد لامره ولا معقب لحكمه بل له الملك والامر وبيده الخير والشر إياه نعبد وياه نستعين وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين وعلى آله الطيبين وجميع الأنبياء والمرسلين والسلام عليكم أجمعين وان المعز بن زيرى بن عطية أكرمه الله تابع رسله لدينا وكتبه متنصلا من هنات دفعته إليها ضرورات ومستغفرا من سيأت حطتها من توبته حسنا والتوبة محاء الذنب والاستغفار منقذ من العيب وإذا أذن الله بشئ يسره وعسى أن تكرهوا شيئا ولكم فيه خير وقد وعد من نفسه واستشعار الطاعة ولزوم الجادة واعتقاد الاستقامة وحسن المعونة وخفة المؤنة فوليناه ما قبلكم وعهدنا إليه أن يعمل بالعدل فيكم وأن يرفع أعمال الجور عنكم وأن يعمر سبلكم وأن يقبل من محسنكم ويتجاوز عن مسيئكم الا في حدود الله تبارك وتعالى وأشهدنا الله عليه بذلك وكفى بالله شهيدا وقد وجهنا الوزير أبا علي بن خديم أكرمه الله وهو من ثقاتنا ووجوه رجالنا ليأخذ بشأنه ويؤكد العهد فيه عليه بذلك وأمرناه باشراككم فيه ونحن بأمركم معتنون وأحوالكم مطالعون وأن يقضى على الأعلى للأدنى ولا يرتضى فيكم بشئ من الأدنى فثقوا بذلك واسكنوا إليه وليمض القاضي أبو عبد الله أحكامه مشدودا ظهره بنا معقودا سلطانه بسلطاننا ولا تأخذه في الله لومة لائم فذلك ظننا به إذ وليناه وأملنا فيه إذ قلدناه والله المستعان وعليه التكلان لا اله الا هو ولتبلغوا منا سلاما طيبا جزيلا ورحمة الله وبركاته (ولما وصل) إلى المعز بن زيرى عهد المظفر بولايته على المغرب ما عدا كورة سجلماسة فان واضحا مولى المنصور عهد في ولايته على المغرب بها لواندين بن خزرون بن فلفول حسبما نذكره فلم تدخل في ولاية المعز هذه فلما وصله عهد المظفر ضم نشره وثاب إليه نشاطه وبث عماله في جميع كور المغرب وجبى خراجها ولم تزل ولايته متسقة وطاعة رعاياه منتظمة (ولما) افترق أمر الجماعة بالأندلس واختل رسم الخلافة وصار الامر فيها طوائف استحدث المعز في التغلب على سجلماسة وانتزاعها من أيدي بنى واندين بن بن خزرون فأجمع لذلك ونهض
(٣٤)