إليه سنة سبع وأربعمائة وبرزوا إليه في جموعهم فهزموه ورجع إلى فاس في فل من قومه وأقام على الاضطراب من أمره إلى أن هلك سنة سبع عشرة وولى من بعده بن عمه حمامة بن المعز بن عطية وليس كما يزعم بعض المؤرخين انه ابنه وانما هو اتفاق في الأسماء أوجب هذا الغلط فاستولى حمامة هذا على عملهم واستفحل ملكه وقصده الأمراء والعلماء وأتته الوفود ومدحه الشعراء ثم نازعه الامر أبو الكمال تميم بن زيرى ابن يعلى اليفرنى سنة أربع وعشرين من بنى يدوى بن يعلى المتغلبين على نواحي سلا وزحف إلى فاس في قبائل بنى يفرن ومن انضاف إليهم من زناتة وبرز إليه حمامة في جموع مغراوة ومن إليهم فكانت بينهم حروب شديدة أجلت عن هزيمة حمامة ومات من مغراوة أمم واستولى تميم على فاس وأعمال المغرب ولما دخل فاس استباح يهود وسبى حرمهم واصطلم نعمتهم ولحق حمامة بوجدة فامتد من هنالك من قبائل مغراوة من انجاد مديونة وملوية وزحف إلى فاس فدخلها سنة تسع وعشرين وتحيز تميم إلى موضع امارته من سلا وأقام حمامة في سلطان المغرب وزحف إليه سنة ثلاثين وأربعمائة القائد بن حماد صاحب القلعة في جموع صنهاجة وخرج إليه مجمعا حربه وبث القائد عطاه في زناتة واستعبدهم على صاحبهم حمامة فأقصر عن لقائه ولما دفعه بالسلم والطاعة رجع القائد عنه ورجع هو إلى فاس وهلك سنة احدى وثلاثين فولى بعده ابنه دوناس ويكنى أبا العطاف واستولى على فاس وسائر عمل أبيه وخرج عليه لأول أمره حماد بن عمه معنصر بن المعز فكانت له معه حروب ووقائع وكثرت جموع حماد فغلب دوناس على الضواحي وأحجره بمدينة فاس وخندق دوناس على نفسه الخندق المعروف بسياج حماد وقطع حماد جرية الوادي عن عدوة القرويين إلى أن هلك محاصرا لها سنة خمس وثلاثين فاستقامت دولة دوناس وانفسحت أيامه وكثر العمران ببلده واحتفل في تشييد المصانع وأدار السور على أرباضها وبنى بها الحمامات والفنادق فاستبحر عمرانها ورحل التجار إليها بالبضائع وهلك دوناس سنة احدى وخمسين فولى بعده ابنه الفتوح ونزل بعدوة الأندلس ونازعه الامر أخوه الأصغر عجيسة وامتنع بعدوة القرويين وافترق أمرهم بافتراقهما وكانت الحرب بينهما سجالا ومجالها بين المدينتين حيث يفضى باب النقبة بعدوة القرويين لهذا العهد وشيد الفتوح باب عدوة الأندلس وهو مسمى به إلى الآن واختط عجيسة باب الجيسة وهو أيضا مسمى به وانما حذفت عينه لكثرة الاستعمال وأقاموا على ذلك إلى أن غدر الفتوح بعجيسة أخيه سنة ثلاث وخمسين وبيته فظفر به وقتله ودهم المغرب اثر ذلك ما دهمه من أمر المرابطين من لمتونة وخشى الفتوح مغبة أحوالهم فأفرج عن فاس وزحف
(٣٥)