غزواته فتلقاه بالقبول والمساهمة وبالغ في تكرمته؟؟ وعقد له على عمل طبنة سنة احدى وثمانين وخرج للقائه واحتفل في تكرمته ونزله وأدركه الموت بالقيروان فهلك لسنته ووفد ابنه فلفول من مكان عمله فعقد له على عمل أبيه وخلع عليه وزف إليه بنته وسوغه ثلاثين حملا من المال وثلاثين تختا من الثياب وقرب إليه مراكب بسروج مثقلة وأعطاه عشرة من البنود مذهبة وانصرف إلى عمله وهلك المنصور بن بلكين سنة خمس وثمانين وولى ابنه باديس فعقد لفلفول على عمله بطبنة ولما انتقض زيرى بن عطية على المنصور بن أبي عامر وسرح إليه ابنه المظفر كما قلناه فغلبه على أعمال المغرب ولحق زيرى بالقفر ثم عاج على المغرب الأوسط ونازل ثغور صنهاجة وحاصر تيهرت وبها يطوفت بن بلكين وزحف إليه حماد بن بلكين من أشير في العساكر من تلكاتة ومحمد بن أبي العرب قائد باديس بعثه في عساكر صنهاجة من القيروان مددا ليطوفت وأوغر إلى فلفول وهو باشير ان يكون معهم ولقيهم زيرى بن عطية ففض جموعهم واستولى على معسكرهم واضطربت إفريقية فتنة وتنكرت صنهاجة لمن كان بجهاتها من قبائل زناتة وخرج باديس بن المنصور من رقادة في العساكر إلى المغرب ولما مر بطبنة استقدم فلفول بن سعيد بن خزرون ليستظهر به على حربه فاستراب واعتذر عن الوصول وسأل تجديد العهد إلى مقدم السلطان فأسعف ثم اشتدت استرابته ومن كان معه من مغراوة فارتحلوا عن طبنة وتركوها ولما أبعد باديس رجع فلفول إلى طبنة فعاث في نواحيها ثم فعل في تيجن كذلك ثم حاصر باغاية وانتهى باديس إلى أشير وفر زيرى بن عطية إلى صحراء المغرب ورجع على باديس بعد أن ولى على تاهرت وأشير عمه يطوفت بن لمكين وانتهى إلى المسيلة فبلغه خروج عمومته ماكس وزاوى وغرم ومقنين فخاف أبو بهار؟؟ زيرى ولحق بهم من معسكره وبعث باديس في أثرهم عمه حماد بن بلكين ورحل هو إلى فلفول بن سعيد بعدان كان سرح عساكره إليه وهو محاصر باغاية فهزمهم وقتل قائدهم أبا رعبل ثم بلغه وصول باديس فأفرج عنها واتبعه باديس إلى مرجانة فتزاحفوا وقد اجتمع لفلفول من قبائل زناتة والبربر أمم فلم يثبتوا للقاء وانكشفوا عنه وانهزم إلى جبل الحناش ونزل القيطون بما فيه وكتب باديس بالفتح إلى القيروان وقد كان الارجاف أخذ منهم المأخذ وفر كثير منهم إلى المهدية وشرعوا في عمل الدروب بما كانوا يتوقعون من فلفول بن سعيد حين قتل أبا رعبل وهزم جيوش صنهاجة وكانت الواقعة آخر سنة تسع وثمانين وانصرف باديس إلى القيروان ثم بلغه ان أولاد زيرى اجتمعوا مع فلفول بن سعيد وعاقدوه ونزلوا جميعا فحصروا تبسة فخرج باديس من القيروان إليهم فافترقوا ولحق العمومة بزيرى بن عطية ما خلا ماكسا وابنه
(٤٠)