محمد (1): " إن المكاري والجمال إذا جد بهما السير يقصران ".
وعمل عليها الكليني (2) وجماعة من المتأخرين (3) خلافا للمشهور، ولا بأس به، لاعتبار سند الروايات، واعتضادها بالاعتبار، فإن أظهر معاني الحديث إرادة المشقة الشديدة الخارجة عن معتادهم، وإلى ذلك ينظر تفسير الكليني - رحمه الله - بأن معناه أن يجعل منزلين منزلا، ولكن في مرسلة عمران تخصيص القصر، بما بين المنزلين.
والأوجه العمل على الإطلاق، لعدم مقاومته للمطلقين الصحيحين.
وفي التعدي عن موردي النص إلى غيرهما من للعناوين إشكال، فنقف عليهما.
ثم إن الظاهر أن المراد بالسفر الذي يتم هؤلاء فيه هو السفر الذي كان عملهم، فلو ذهب المكاري إلى الحج أو الزيارة ونحوهما فيقصر، لأنه المتبادر من الأخبار، ولخصوص روايتي إسحاق بن عمار، وإحداهما صحيحة إليه (4).
ثم يشترط عند الأصحاب في وجوب التمام عليهم أن لا يقيموا عشرة أيام في بلدهم مطلقا، ولا عشرة منوية في غير بلدهم عند المحقق (5) ومن تأخر عنه (6)، ونسب في المهذب كليهما إلى المشهور (7)، وكذا إلحاق الثلاثين مترددا في غير بلده.