الوهم، والشك عبارة عن تساوي الاعتقادين من غير ترجيح، والأصحاب قد جروا في أكثر هذه المعاني في أبواب الفقه وحل الأحكام على كلام أهل اللغة.
والمفهوم من الأخبار أن العلم شرعا أعم مما ذكروه ومن الظن، فإن يقين الطهارة والحلية المأمور بالأخذ بهما حتى يقوم الدليل على خلاف ذلك أنما هو عبارة عن عدم العلم بالرافع لا العلم بعدمه كما تقدم تحقيقه في الباب الخامس من كتاب الطهارة والظن لغة لمعان: منها - الشك واليقين، قال في كتاب بجمع البحرين نقلا عن بعضهم أنه يقع لمعان أربعة: منها معنيان متضادان أحدهما الشك والآخر اليقين الذي لا شك فيه، قال: فأما بمعنى الشك فأكثر من أن تحصى شواهده وأما بمعنى اليقين فمنه قوله عز وجل " وإنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا " (1) ثم أطال إلى أن قال: والمعنيان الغير المتضادين أحدهما الكذب والآخر التهمة... إلى آخر كلامه زيد في مقامه. وأما الوهم فكثيرا ما يطلق في الأخبار على الظن كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
وأما الشك فقد فسر في الصحاح والقاموس بأنه خلاف اليقين، وقال في كتاب المصباح المنير: قال أئمة اللغة الشك خلاف اليقين فقولهم خلاف اليقين هو التردد بين شيئين سواء استوى طرفاه أو رجح أحدهما على الآخر، قال الله تعالى " فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك " (2) قال المفسرون أي غير مستيقن وهو يعم الحالتين. وقال الأزهري في موضع من التهذيب الظن هو الشك وقد يجعل بمعنى اليقين. وقال في موضع آخر: الشك نقيض اليقين. ففسر كل واحد بالآخر، وكذلك قال جماعة. وقال ابن فارس الظن يكون شكا ويقينا، وقد استعمل الفقهاء الشك في الحالين على وفق اللغة نحو قولهم من شك في الطلاق ومن شك في الصلاة أي لم يستيقن سواء رجح أحد الجانبين أم لا، وكذلك قولهم - من تيقن الطهارة وشك في الحدث وعكسه - أنه يبنى على اليقين. انتهى ما ذكره في المصباح المنير.