" سمعته يقول أحب الأعمال إلى الله تعالى الصلاة وهي آخر وصايا الأنبياء فما أحسن من الرجل أن يغتسل أو يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يتنحى حيث لا يراه أنيس فيشرف عليه وهو راكع أو ساجد، أن العبد إذا سجد فأطال السجود نادى إبليس يا ويله أطاع وعصيت وسجد وأبيت " ورواه في الفقيه مرسلا (1) قال في الوافي في بعض نسخ الكافي " إبليس " مكان " أنيس " وهو تصحيف وفي بعض نسخ الفقيه " أنسي " وفي بعض نسخه " فيشرف الله عليه " باثبات لفظ الجلالة ولكل وجه وإن كان اثبات الجلالة والانسي أوجه والمستتر في " يشرف " بدون الجلالة يعود إلى الأنسي أو الأنيس، والغرض على التقادير البعد عن شائبة الرياء.
وروى في الكافي عن الوشاء (2) قال: " سمعت الرضا (عليه السلام) يقول:
" أقرب ما يكون العبد من الله عز وجل وهو ساجد وذلك قوله: واسجد واقترب " (3) وعن يزيد بن خليفة (4) قال: " سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول إذا قام المصلي إلى الصلاة نزل عليه الرحمة من أعنان السماء إلى أعنان الأرض وحفت به الملائكة وناداه ملك لو يعلم هذا المصلي ما في الصلاة ما انفتل ".
وعن أبي حمزة عن أبي جعفر (عليه السلام) (5) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا قام العبد المؤمن في صلاته نظر الله إليه أو قال أقبل الله عليه حتى ينصرف وأظلته الرحمة من فوق رأسه إلى أفق السماء والملائكة تحفه من حوله إلى أفق السماء ووكل الله به ملكا قائما على رأسه يقول له أيها المصلي لو تعلم من ينظر إليك ومن تناجي ما التفت ولا زلت من موضعك أبدا ".