النجوم؟ فقال خطابية إن جبرئيل نزل بها على محمد (صلى الله عليه وآله) حين سقط القرص " وفيه أن ظاهر سياق صحيحة زرارة المذكورة أنها إنما وردت في مقام الاشتباه لغيم ونحوه والبناء في دخول الوقت على الظن فكأنه قال: " وقت المغرب إذا حصل لك ظن بغيبوبة القرص فإن رأيته بعد ذلك.. إلى آخر الخبر " وحينئذ فليست من محل البحث في شئ، ولو كان المراد بغيبوبة القرص فيها غيبوبته عن النظر مع عدم الحائل فكيف تتصور الرؤية بعد ذلك؟ ولو استند في الاستدلال بها إلى مجرد التعبير بغيبوبة القرص قياسا على الخبرين المذكورين في كلامه لكان الجواب عنها بما عرفت، وبه يعلم الجواب أيضا عن موثقة زيد الشحام المذكورة فإن غاية ما تدل عليه النهي عن التأخير إلى أن تستبين النجوم والعمل على سقوط القرص وقد عرفت من روايتي ابن أبي عمير وكتاب الفقه أن سقوط القرص إنما يتحقق بزوال الحمرة إلى ناحية المغرب، هذا غاية ما استدل به في المدارك على القول المذكور وقد ظهر لك صحة ما ادعيناه من عدم دلالتها على المراد وتطرق البحث إليها والايراد.
ومثل هذه الأخبار جملة أخرى بهذا المضمون أعرضنا عن التطويل بنقلها لما عرفت.
ومنها - رواية الصدوق في الموثق عن سماعة (1) قال: " قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) في المغرب إنا ربما صلينا ونحن نخاف أن تكون الشمس خلف الجبل أو قد سترنا منها الجبل؟ فقال ليس عليك صعود الجبل " وما رواه فيه أيضا عن زيد الشحام (2) قال: " صعدت مرة جبل أبي قبيس والناس يصلون المغرب فرأيت الشمس لم تغب وإنما توارت خلف الجبل عن الناس فلقيت أبا عبد الله (عليه السلام) فأخبرته بذلك فقال لي ولم فعلت ذلك؟ بئس ما صنعت إنما تصليها إذا لم ترها خلف جبل غابت أو غارت ما لم يتجللها سحاب أو ظلمة تظلها فإنما عليك مشرقك ومغربك وليس على الناس أن يبحثوا ".