وقت المختار ولا دلالة في الآية عليه ولا في شئ من تلك الأخبار، وبالجملة فأنا لا نمنع دلالة الآية وهذه الأخبار على أنه وقت في الجملة وأما كونه وقتا للمختار كما هو المدعى فلا فإن قضية الجمع بينها وبين ما قدمناه من الأخبار الدالة على كون الوقت الثاني إنما هو لذوي الأعذار وأنه بالنسبة إلى غيرهم تضييع وأنه موجب لوقوف عمله عن القبول وبقائه تحت المشيئة هو حمل هذه الأخبار على ما ذكرناه، وأما على ما ذهبوا إليه فإنه لا مناص لهم عن طرح تلك الأخبار مع ما هي عليه من الاستفاضة والكثرة والصحة في كثير منها والصراحة.
ومما يزيدها تأكيدا زيادة على ما قدمناه ما رواه الصدوق في كتاب العيون عن الرضا (عليه السلام) وفي كتاب المجالس وثواب الأعمال عن الصادق عن آبائه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) (1) قال: " لا يزال الشيطان ذعرا من المؤمن - وفي بعضها هائبا لابن آدم ذعرا منه - ما حافظ على الصلوات الخمس فإذا ضيعهن اجترأ عليه وأوقعه في العظائم " وروى في كتاب العيون عن الرضا (عليه السلام) (2) قال: " لا تضيعوا صلاتكم فإن من ضيع صلاته حشر مع قارون وهامان وكان حقا على الله تعالى أن يدخله النار مع المنافقين فالويل لمن لم يحافظ على صلاته وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله) " وروى الصدوق في كتاب المجالس بسند صحيح عن خالد بن جرير عن أبي الربيع عن أبي عبد الله (عليه السلام) (3) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا ينال شفاعتي غدا من أخر الصلاة المفروضة بعد وقتها " وروى في الخصال عن أبي عبد الله (عليه السلام) (4) قال: " قال أمير المؤمنين (عليه السلام) ليس عمل أحب إلى الله عز وجل من الصلاة فلا يشغلنكم عن أوقاتها شئ من أمور الدنيا فإن الله عز وجل ذم أقواما فقال: الذين هم عن صلاتهم ساهون (5) يعني أنهم غافلون استهانوا بأوقاتها " وروى