عظيم وثواب جسيم، فروي في الكافي في الصحيح عن جابر عن الباقر (عليه السلام) (1) قال: " من حمل جنازة من أربع جوانبها غفر الله له أربعين كبيرة " وروى في الفقيه مرسلا (2) قال: " قال أبو جعفر (عليه السلام) من حمل أخاه الميت بجوانب السرير الأربعة محا الله تعالى عنه أربعين كبيرة من الكبائر " وروى في الكافي مسندا عن سليمان ابن خالد عن رجل عن الصادق (عليه السلام) وفي الفقيه مرسلا عن الصادق (عليه السلام) (3) قال: " من أخذ بقائمة السرير غفر الله تعالى له خمسا وعشرين كبيرة وإذا ربع خرج من الذنوب " وروى في الفقيه مرسلا (4) قال: قال (عليه السلام) لإسحاق بن عمار: " إذا حملت جوانب السرير سرير الميت خرجت من الذنوب كما ولدتك أمك " وروى في الكافي عن جابر عن الباقر (عليه السلام) (5) قال: " السنة أن يحمل السرير من جوانبه الأربع وما كان بعد ذلك من حمل فهو تطوع ".
بقي الكلام في الكيفية التي هي أفضل صور التربيع، وقد اختلف الأصحاب في ذلك. فقيل: السنة أن يبدأ بمقدم السرير الأيمن ثم يمر عليه إلى مؤخره ثم بمؤخر السرير الأيسر ويمر عليه إلى مقدمه دور الرحى، ذكر ذلك الشيخ في النهاية والمبسوط وادعى عليه الاجماع وهو المشهور بين الأصحاب على ما ذكره جملة من المتأخرين، وقال في الخلاف: يحمل بميامنه مقدم السرير الأيسر ثم يدور حوله حتى يرجع إلى المقدم.
وأنت خبير بأن المراد بميامن السرير ومياسره إنما هو بالنسبة إلى المشيع والماشي خلفه فعلى هذا يكون يمين السير مما يلي يسار الميت ويساره مما يلي يمين الميت، فعلى القول المشهور ينبغي أن يبدأ أولا ويضع مقدم السرير الأيمن الذي يلي يسار الميت على كتفه الأيسر ثم يدور عليه من خلفه إلى أن يأخذ مقدمه الأيسر الذي عليه يمين الميت على كتفه الأيمن، وعلى تقدير قول الشيخ في الخلاف بعكس ذلك فيبدأ بمقدم السرير الأيسر الذي عليه يمين الميت فيأخذه على كتفه الأيمن ثم يدور من خلفه إلى مقدمه الأيمن