مع بقاء الجزع. قوله: " إنه كان مراهقا " في بعض النسخ كما في الكافي " مرهقا " فهو علي بناء المجهول من باب التفعيل أو من الأفعال، قال في النهاية: الرهق: السفه وغشيان المحارم وفيه فلان مرهق أي متهم بسوء وسفه. وفي القاموس الرهق محركة: السفه والنوك والخفة وركوب الشر والظلم وغشيان المحارم، والمرهق كمكرم: من أدرك، وكمعظم:
الموصوف بالرهق أو من يظن به السوء. انتهى. والمراد أن حزني ليس بسبب فقده بل بسبب أنه كان يغشى المحارم. انتهى ملخصا. وروى في الكافي عن علي بن مهزيار (1) قال: " كتب أبو جعفر (عليه السلام) إلى رجل ذكرت مصيبتك بعلي ابنك وذكرت أنه كان أحب ولدك إليك وكذلك الله إنما يأخذ من الولد وغيره أزكى ما عند أهله ليعظم به أجر المصاب بالمصيبة فأعظم الله تعالى أجرك وأحسن عزاءك وربط على قلبك إنه قدير وعجل الله تعالى عليك بالخلف وأرجو أن يكون الله تعالى قد فعل إن شاء الله تعالى " وروى في الفقيه مرسلا (2) قال: " أتى أبو عبد الله (عليه السلام) قوما قد أصيبوا بمصيبة فقال: جبر الله وهنكم وأحسن عزاءكم ورحم متوفاكم ثم انصرف " وفي المقام فوائد: (الأولى) - قد عرفت معنى التعزية فيما تقدم وهي جائزة قبل الدفن وبعده لما رواه المشايخ الثلاثة في الصحيح عن هشام بن الحكم (3) قال:
" رأيت موسى بن جعفر (عليه السلام) يعزي قبل الدفن وبعده " ويحتمل أنه (عليه السلام) جمع بين الأمرين في مصيبة واحدة. والأفضل كونها بعد الدفن كما هو المشهور لما رواه ثقة الاسلام في الصحيح عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابه عن الصادق (عليه السلام) (4) قال: " التعزية لأهل المصيبة بعد ما يدفن " وعن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن بعض أصحابه عن الصادق (عليه السلام) قال (5): " التعزية