الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج ٤ - الصفحة ٢٧٦
هو أقوى من كثير مما يسوغ التيمم لأجله.
(المقام الثاني) - في خوف المرض الشديد باستعمال الماء إما بخوف حدوثه أو زيادته أو بطؤ برئه سواء كان عاما لجميع البدن أو مختصا بعضو، ويدل على ذلك من الآيات عموما قوله عز وجل: " وما جعل عليكم في الدين من حرج " (1) " ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج " (2) " يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " (3) " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " (4) والوسع دون الطاقة، روى العياشي في تفسير هذه الآية عن أحدهما (عليهما السلام) (5) " لا يكلف الله نفسا فيما افترض عليها إلا وسعها أي إلا ما يسعه قدرتها فضلا ورحمة " وقوله تعالى: " ولا تقتلوا أنفسكم " (6) " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " (7) وخصوصا قوله عز وجل فيما تقدم من الآية التي في صدر الباب " وإن كنتم مرضى. " وقد تقدم تفسيره عنهم (عليهم السلام) أي مرضا يضر معه استعمال الماء أو يوجب العجز عن السعي إليه، ومن الأخبار عموما قوله (صلى الله عليه وآله) (8): " بعثت بالحنيفية السمحة " وقوله (صلى الله عليه وآله) (9) " لا ضرر ولا ضرار " وقولهم (عليهم السلام) (10): " إن دين محمد أوسع مما بين السماء والأرض أن الخوارج ضيقوا على أنفسهم وأن الدين أوسع من ذلك " وخصوصا الأخبار المستفيضة، ومنها - ما رواه الشيخ في الصحيح عن محمد بن مسلم (11) قال:

1) سورة الحج. الآية 77 2) سورة المائدة الآية 6 3) سورة البقرة. الآية 581 4) سورة البقرة. الآية 286 5) رواه الكاشاني في الصافي في تفسير الآية 6) سورة النساء الآية 29 7) سورة البقرة. الآية 591 8) راجع التعليقة 1 ص 266 9) رواه في الوسائل في الباب 5 من الشفعة و 12 من احياء الموات 10) ورد قوله " أن الخوارج. الخ " في صحيحة البزنطي المتقدمة ج 1 ص 69 11) رواه في الوسائل في الباب 5 من أبواب التيمم
(٢٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 271 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 ... » »»
الفهرست