أقول: وفي الفقه الرضوي (1) قال: " وعز وليه فإنه روي عن الصادق (عليه السلام) أنه قال: من عزى أخاه المؤمن كسي في الموقف حلة، إلى أن قال (عليه السلام) وإن كان المعزى يتيما فامسح يدك على رأسه فقد روي أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال من مسح يده على رأس يتيم ترحما كتب الله له بكل شعرة مرت عليها يده حسنة. وإن وجدته باكيا فسكته بلطف ورفق فإني أروي عن العالم (عليه السلام) أنه قال إذا بكى اليتيم اهتز له العرش فيقول الله تبارك وتعالى من ذا الذي أبكى عبدي الذي سلبته أبويه في صغره وعزتي وجلالي وارتفاعي في مكاني لا يسكته عبد مؤمن إلا وجبت له الجنة ".
(الرابعة) - الأفضل في التعزية ما هو المأثور عن أهل العصمة (عليهم السلام) مما تقدم في رواية رفاعة بن موسى ورواية علي بن مهزيار ومرسلة الفقيه (2) وروى شيخنا الشهيد الثاني في كتاب مسكن الفؤاد عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن جده (عليهم السلام) (3) قال: " لما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) جاء جبرئيل والنبي مسجى وفي البيت علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) قال السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة " كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة. الآية (4) " ألا إن في الله عز وجل عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل هالك ودركا لما فات فبالله عز وجل فثقوا وإياه فارجوا فإن المصاب من حرم الثواب وهذا آخر وطئي من الدنيا " وعن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) (5) قال: " لما توفي رسول الله (صلى الله عليه وآله) عزتهم الملائكة يسمعون الحس ولا يرون الشخص فقالوا السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا عن كل فائت فبالله فثقوا وإياه فارجوا وإنما المحروم من حرم الثواب والسلام