النار كما عملت في غيره من الأجسام التي أحالتها فلا ريب في خروجه عن اسم الأرضية وهو ليس بموضع شك كما في نظائره المذكورة، وإن لم يسم رمادا فهو باق على ما كان عليه، وبذلك يظهر أيضا أنه لا وجه لما استقر به في النهاية من جواز التيمم برماد التراب وبالجملة فإنه متى صدق عليه اسم الرماد فقد خرج عن اسم الأرض كما خرج نظائره مما أحالته النار عن حقيقته الأولى إلى حقيقة الرمادية. والله العالم.
(السادس) - ولو فقد هذه الأشياء التي يجوز التيمم بها لقيد أو حبس في مكان نجس أو نحو ذلك فقد اختلف أصحابنا في حكمه، فقيل إنه يجب الصلاة أداء وقضاء، وهذا القول لم نظفر بقائله صريحا وإنما نقله في الشرائع، قال في المدارك: ولعله أشار بذلك إلى ما في المبسوط من تخييره بين تأخير الصلاة أو الصلاة والإعادة، قال وهو مع ضعفه لا يدل على تعين الأداء، وعن المفيد (قدس سره) في رسالته إلى ولده أنه قال:
وعليه أن يذكر الله تعالى في أوقات الصلاة ولم يتعرض للقضاء، وما ذكره من الأمر بالذكر لم نقف له على مستند، وقيل بسقوط الأداء والقضاء وهو اختيار المحقق في الشرائع والمعتبر ونقل عن المفيد في أحد قوليه وهو قول العلامة أيضا في كتبه، واحتج عليه في المعتبر بأنها صلاة سقطت بحدث لا يمكن إزالته فلا يجب قضاؤها كصلاة الحائض، وبأن القضاء فرض مستأنف فيتوقف على الدلالة ولا دلالة. وقيل بوجوب القضاء وهو اختيار المفيد في المقنعة والمرتضى في المسائل الناصرية وابن إدريس واختاره في المدارك وهو المشهور بين المتأخرين. وقيل بالتخيير بين الصلاة والإعادة والتأخير كما تقدم نقله عن عبارة المبسوط. احتج القائلون بوجوب القضاء بعموم ما دل على وجوب قضاء الفوائت كقول الباقر (عليه السلام) في صحيحة زرارة (1) " ومتى ما ذكرت صلاة فاتتك صليتها " وفي صحيحة أخرى لزرارة (2) " أربع صلوات يصليها الرجل في كل ساعة: صلاة فاتتك