وهي متروكة في معرض النص اجماعا. وقيل عليه أن قوله (صلى الله عليه وآله):
" جلعت لي الأرض مسجدا وترابها طهورا " لا ريب أنه مذكور في معرض التسهيل والتخفيف وبيان امتنان الله سبحانه على هذه الأمة المرحومة وهو من قبيل قوله (صلى الله عليه وآله) (1) " بعثت بالحنيفية السمحة السهلة " وظاهر أنه لو كان غير التراب من أجزاء الأرض طهورا أيضا لكان ذكر التراب لغوا صريحا وتوسيطه في البين مخلا بانطباق الكلام على ما يقتضيه المقام وكان مقتضى الحال أن يقول: " جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا " فإنه أدخل في الامتنان، وليس هذا استدلالا بمفهوم الخطاب بل أمر آخر وهو لزوم خروج الكلام النبوي عن قانون البلاغة على ذلك التقدير، على أن دلالة الخطاب إذا اعتضدت بالقرائن الحالية أو المقالية فلا كلام في اعتبارها ولذلك يعزر من قال لخصمه أنا لست زانيا، وبهذا يظهر أن كلام السيد في أعلى مراتب السداد. انتهى. وهو جيد. والجواب الحق إنما هو أن ما نقله السيد من لفظ الحديث بقوله " وترابها " وإن تناقلوه في كتب الفروع كذلك إلا أن متن الحديث في كتب الأخبار خال من هذه الزيادة، وقد نقل في الوسائل أربع روايات واحدة من الكافي والثانية من الفقيه واثنتان من الخصال والجميع خال من هذه الزيادة، وبذلك يظهر قوة القول المشهور وضعف المعارض المذكور، إلا أنه سيجئ إن شاء الله تعالى في مسألة اشتراط العلوق وعدمه ما يوضح الحال زيادة على ما ذكرناه في هذا المجال.
(الثاني) - ذهب ابن عقيل - كما تكاثر النقل عنه بذلك في كتب الأصحاب - إلى جواز التيمم بالأرض وبكل ما كان من جنسها كالكحل والزرنيخ لأنه يخرج من الأرض، وهو مذهب أبي حنيفة (2) كما ذكره في المعتبر، والمشهور العدم