الحدائق الناضرة - المحقق البحراني - ج ٤ - الصفحة ٧٥
المجلسي (عطر الله مرقده) في البحار: كون المشي وراء الجنازة أفضل من المشي أمامها قول علي بن أبي طالب (عليه السلام) ومذهب الأوزاعي وأبي حنيفة، وقال جمهور الصحابة والتابعين ومالك والشافعي وجماهير العلماء المشي قدامها أفضل، وقال الثوري وطائفة هما سواء. (1) وفي المقام فوائد: (الأولى) - ينبغي للمشيع أن يحضر قلبه ذكر الموت والتفكر في مآله وما يصير إليه عاقبة حاله ويكره له الضحك واللهو، ففي الكافي عن عجلان أبي صالح (2) قال: " قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) يا أبا صالح إذا أنت حملت جنازة فكن كأنك أنت المحمول وكأنك سألت ربك الرجوع إلى الدنيا ففعل فانظر ماذا تستأنف، قال ثم قال عجب لقوم حبس أولهم عن آخرهم ثم نودي فيهم الرحيل وهم يلعبون " قال في الذكرى:
ويكره له الضحك واللهو لما روي " أن النبي (صلى الله عليه وآله) أو عليا (عليه السلام) شيع جنازة فسمع رجلا يضحك فقال كأن الموت فيها على غيرنا كتب. الحديث "

١) في المغني لابن قدامة ج ٢ ص ٤٧٤ ما ملخصه " أكثر أهل العلم يرون الفضيلة في المشي أمام الجنازة، وقال الأوزاعي وأصحاب الرأي المشي خلفها أفضل " وفي عمدة القاري للعيني الحنفي ج ٢ ص ٨ " المشي خلف الجنازة عندنا أفضل ومشهور مذهب المالكية كمذهبنا وبه قال أبو حنيفة وأبو يوسف ومحمد وإسحاق وأهل الظاهر وإبراهيم النخعي وسفيان الثوري والأوزاعي وسويد بن غفلة ومسروق وأبو قلابة ويروى ذلك عن علي ابن أبي طالب (ع) و عبد الله بن مسعود وأبي الدرداء وأبي أمامة وعمرو بن العاص، واستشهد له بتسع روايات عن النبي " ص " وإن عليا (ع) يحلف بالله أنه سمعه من رسول الله " ص " وأن أبا بكر وعمر سمعاه أيضا ولكنهما أرادا أن يسهلا على الناس فمشيا أمام الجنازة. وقال أحمد المشي أمامها أفضل " وفي نيل الأوطار ج ٤ ص ٦٢ " عند الزهري ومالك وأحمد والجمهور وجماعة من الصحابة أم المشي أمامها أفضل، وعند أبي حنيفة وأصحابه وسفيان الثوري وإسحاق - وحكاه في البحر عن العترة (ع) - أن المشي خلفها أفضل " 2) رواه في الوسائل في الباب 59 من أبواب الدفن
(٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 80 ... » »»
الفهرست