مشتهرا بين القدماء على ما لا يخفى " انتهى. أقول: وما ذكره وإن كان خلاف ما هو المفهوم من كلام الأصحاب كما أشرنا إليه إلا أن الخبر - كما عرفت - مجمل لا تخصيص فيه باليوم كما ذكروه بل ظاهره إنما هو ما ذكره الفاضل المشار إليه، وما ذكروه يحتاج إلى تقدير في اللفظ والأصل عدمه، وفهم الأصحاب منه ذلك ليس بحجة. وأما الحديث الذي أشار إليه بأنه في الكافي وأنه مشتمل على الغسل فهو ما رواه فيه (1) عن أبي مسروق عن الصادق (عليه السلام) ثم ساق الخبر إلى أن قال: " فقال لي إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة. قلت وكيف أصنع؟ قال أصلح نفسك ثلاثا، وأظنه قال وصم واغتسل وابرز أنت وهو إلى الجبان فشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه.. الحديث " ويظهر ذلك أيضا من كلام الشيخ المفيد الآتي نقله إن شاء الله تعالى في المقام. وكيف كان فالأحوط العمل بما ذكره الأصحاب (رضوان الله عليهم).
منها - غسل الاستسقاء كما تضمنته الموثقة المشار إليها.
ومنها - غسل ليلة الفطر لما رواه في الكافي عن الحسن بن راشد (2) قال:
" قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) إن الناس يقولون إن المغفرة تنزل على من صام شهر رمضان ليلة القدر؟ فقال يا حسن إن القاريجار (3) إنما يعطى أجرته عند فراغه وذلك ليلة العيد. قلت فما ينبغي لنا أن نعمل فيها؟ فقال إذا غربت الشمس فاغتسل. الحديث " ومنها - غسل التوبة بما رواه في الكافي عن مسعدة بن زياد (4) قال: " كنت عند أبي عبد الله (عليه الاسلام) فقال له رجل إني أدخل كنيفا ولي جيران وعندهم جوار يتغنين ويضربن بالعود فربما أطلت الجلوس استماعا مني لهن؟ فقال (عليه السلام)