عليهم) ويسقط القول بضم الجبينين وجوبا أو استحبابا كما ذكره السيد في المدارك ومن تبعه، والظاهر أن الحامل له على هذا القول هو أنه قد ذكر في الاستدلال على ما قدمنا نقله عنه الخبر الرابع المشتمل على الجبين ثم عقبه بالسادس الدال على الجبهة بإحدى روايتي الشيخ ثم نقل جملة من أخبار الوجه، فحمل روايات الوجه على مذهب الشيخ علي بن بابويه يعني مسح الوجه كملا وجمع بينها وبين ما اختاره بالحمل على الاستحباب فبقي عنده التعارض بين خبري الجبهة والجبين فجمع بينهما بوجوب مسح الجميع.
وفيه (أولا) - أن موثقة زرارة - وهي الخبر السادس - المشتملة على مسح الجبهة قد عرفت أنها بعينها قد رواها في الكافي بلفظ الجبين والشيخ قد رواها عنه أيضا في موضع آخر بلفظ الجبين، ولا ريب أن الترجيح للروايتين بلفظ الجبين لتعددها من الشيخين في الكتابين، مضافا إلى ما قدمنا في غير موضع من التنبيه على ما وقع للشيخ في الكتاب المذكور من التحريف والتغيير والزيادة والنقصان في الأخبار متونها وأسانيدها كما هو ظاهر لمن تتبع أخباره، وبالجملة فالموثقة المذكورة باعتبار اختلاف روايتها لا بد في الاستدلال بها من النظر في الراجح من النقلين ليكون العمل عليه في البين، ولا ريب في ترجيح نقل صاحب الكافي المتأيد بنقل الشيخ لها كذلك دون ما انفرد هو بنقله لما عرفت من احتمال تطرق السهو إليه، ولكنه (قدس سره) معذور حيث إنه لم يراجع الكافي ولم يطلع على رواية الشيخ لها في ذلك الموضع الآخر.
و (ثانيا) - أن ما ادعاه من أن روايات الوجه التي تقلها هي مستند الشيخ علي ابن بابويه فالظاهر أنه ليس كذلك، فإنها وإن تضمنت ذكر الوجه إلا أنها قد تضمنت مسح الكفين خاصة كما هو القول المشهور وابن بابويه قال بمسح الذراعين، بل دل بعضها وهو الخبر الثالث مما قدمناه من الأخبار بعد ذكر مسح الوجه على أنه مسح كفيه ولم يمسح الذراعين بشئ، والعجب أنه قد ذكر هذا الخبر في جملة ما أورد ومع هذا يزعم أنه مستند ابن بابويه. والتحقيق أن الوجه في هذه الأخبار إنما هو حمل الوجه على